تبذل الأجهزة والهيئات الحكومية ذات العلاقة جهوداً استثنائية لتعزيز مكانة المملكة على الساحة العالمية، وتطلق المبادرات لتحقيق المستهدفات والتي يعد أبرزها استراتيجية مكانة المملكة لتصبح مركزاً عالمياً للفعاليات الرياضية الكبرى. وقد ظهرت بوادر هذا الجهد في استقطاب أنظار العالم إلى مدن المملكة في أكثر من حدث.
ومن ضمن هذه الفعاليات، اختتمت بالأمس بطولة الماسترز للسنوكر في مدينة جدة بعد أحداث دراماتيكية كان بطلها أفضل لاعب في تاريخ اللعبة روني سوليفان الذي خسر النهائي أمام منافسة الأسترالي. حيث تستقطب هذه اللعبة مئات الملايين من المتابعين عبر شاشات التلفزيون. وقد تميزت بالتنظيم العالي والنقل التلفزيوني المميز والجوائز الكبيرة والتغطية الإعلامية العالمية، إلا أنها واجهت تحدياً جوهرياً تمثل في الحضور الجماهيري الذي أفقدها جزءاً من لذتها بعكس مايحدث في المنافسات الدولية الأخرى.
وبما أن اللعبة تعد حديثة ومحصورة في السعودية مما أدى إلى غياب التفاعل المحلي باستثناء محبي اللعبة المعددوين، فقد كان من الأفضل إقامتها في مناطق الجذب السياحي مثل مدينة العلا والاستفادة من النقل المباشر للمباريات والمقابلات وكذلك الاستفادة من البرامج السياحية التي تقدم لأبطال العالم والذين بدورهم سيروجون ذلك إعلامياً.
كما أنه من الممكن أن تتعاون وزارة الرياضة مع وزارة السياحة من خلال استقطاب الجمهور من خارج السعودية أيضاً واطلاعهم على المنطقة في سبيل تعزيز القطاع السياحي والاستفادة من وجود وسائل الإعلام العالمية التي تغطي البطولة بتغطية المنطقة التي تشتهر بتاريخها العريق ومعالمها الطبيعية والثقافية وتعد وجهة سياحية هامة.
إن الجهود المبذولة كبيرة واستثنائية ومثمنة ولا يمكن إنكارها إلا أنه أيضاً يقابلها طموحات عالية تستوجب أحياناً إعادة النظر والقيام بتعديلات صغيرة قد تخلق فارقاً كبيراً -بإذن الله-.
harbimm@gmail.com