”البيئة“ تدرس التوسع في زراعة ”دخن سايه“ لدعم الأمن الغذائي

كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن توجهها لدراسة التوسع في زراعة محصول ”دخن سايه“، الذي يعد أحد كنوز الزراعة المحلية، وذلك لقيمته الغذائية العالية وقدرته الفائقة على تحمل الظروف المناخية القاسية كالجفاف وارتفاع درجات الحرارة، مما يجعله محصولاً استراتيجياً داعماً للأمن الغذائي في المملكة.

وجاء هذا الإعلان في أعقاب جولة ميدانية نظمها فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة، ممثلاً بمكتب محافظة الكامل، حيث قامت لجنة مختصة بزيارة عدد من المزارع المنتجة للمحصول في موطنه التقليدي بوادي سايه، للوقوف على وضعه الزراعي وتقييم إمكانات تطويره.

الفصيلة النجيلية

أوضح رئيس اللجنة، المهندس نزار العتيبي، أن ”دخن سايه“ ينتمي علمياً إلى الفصيلة النجيلية، المعروفة بقدرتها على التكيف مع البيئات الجافة وشبه الجافة، مما يفسر نجاح زراعته تاريخياً في المناطق ذات الحرارة المرتفعة وندرة الأمطار.

وكشف العتيبي أن المساحة المزروعة بالمحصول حالياً تبلغ 58,21 هكتاراً موزعة على 98 مزرعة، مشيراً إلى أن هذه المساحة شهدت انخفاضاً ملحوظاً خلال السنوات الخمس الماضية، وهو ما تسعى الوزارة لمعالجته.

ويصل متوسط الإنتاج السنوي حالياً إلى 72,85 طناً، توجه بالكامل للاستهلاك المحلي.

وتتجاوز أهمية المحصول كونه غذاءً مباشراً، حيث تمتد استخداماته لتشمل قطاعات صناعية حيوية. فإلى جانب دخوله في صناعة الأعلاف الحيوانية عالية الجودة مثل السيلاج والتبن وعلائق الأسماك والدواجن، تُستخدم بروتيناته في الصناعات الصيدلانية، ومكوناته في إنتاج المستحضرات التجميلية ومنتجات العناية بالبشرة والشعر، فضلاً عن استخلاص النشا والزيوت من بذوره.

تطوير الإنتاج المحلي

يأتي هذا الاهتمام ضمن برامج الوزارة المتكاملة لدعم المزارعين وتطوير الإنتاج المحلي، والتي تشمل توفير البذور المحسنة وتقديم التوصيات الفنية والتدريب، بالإضافة إلى تهيئة خمس مدن زراعية جديدة للاستثمار.

كما تعمل الوزارة على تعزيز شراكاتها مع الجامعات والمراكز البحثية لإجراء المزيد من الدراسات العلمية وتطوير تقنيات زراعة المحصول، مع وضع خطط مستقبلية لإطلاق مشاريع تجريبية تهدف إلى التوسع في زراعته بمناطق أخرى من المملكة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *