إسبانيا.. تحذير من “ساعات عصيبة” في مواجهة حرائق الغابات

حذّر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الثلاثاء، من أن “ساعات عصيبة” لا تزال تنتظر البلاد في معركتها ضد الحرائق التي تجتاح النصف الغربي من إسبانيا منذ حوالى 16 يوما، رغم انحسار موجة الحر التي ضربت البلاد أخيرا.

وقال سانشيز في ختام زيارة إلى مركز القيادة التابع لعمليات مكافحة الحرائق في منطقة إكستريمادورا (غرب البلاد) “أطلب من وسائل الإعلام ومن المواطنين والمواطنات توخي الحذر الشديد وعدم التراخي لأن أمامنا لحظات حرجة وساعات عصيبة”.

حرائق الغابات

وجدّد رئيس الحكومة الإسبانية التأكيد على عزمه الدفع نحو “ميثاق وطني لمواجهة حالة الطوارئ المناخية”، في خطوة كان دعا إليها خلال زيارته لفرق الإنقاذ في منطقة غاليثيا (شمال غرب البلاد) الأحد.

وأضاف سانشيز “حالة الطوارئ المناخية تتفاقم عاما بعد عام، وتتسارع آثارها بشكل متزايد خصوصا في شبه الجزيرة الإيبيرية”.

وبعد موجة حرّ استمرت 16 يوما، وصلت فيها درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في مناطق عدة من البلاد، بدأت درجات الحرارة تنخفض الثلاثاء مع ارتفاع معدلات الرطوبة، ما من شأنه أن يسهل عمل فرق الإطفاء المدعومة بجنود وطواقم من دول عدة.

عمليات الإطفاء

وتتواصل عمليات الإطفاء في ثلاث مناطق رئيسية غرب البلاد في غاليثيا وقشتالة وليون وإكستريمادورا، حيث لا تزال الحرائق الضخمة التي أتت على عشرات آلاف الهكتارات في أقل من أسبوعين، خارج السيطرة.

وبحسب النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات (EFFIS) الذي يعتمد على بيانات مرصد “كوبرنيكوس” الأوروبي عبر الأقمار الاصطناعية، فقد بلغت المساحات المحترقة في إسبانيا منذ مطلع العام وحتى صباح الثلاثاء نحو 373 ألف هكتار، في رقم قياسي مستمر بالتصاعد، ما يجعل عام 2025 الأسوأ في تاريخ البلاد منذ بدء تسجيل هذه البيانات عام 2006.

انحسار موجة الحر

وأتت الحرائق التي اجتاحت النصف الغربي من إسبانيا على 30 ألف هكتار إضافي خلال 24 ساعة، بحسب بيانات عبر الأقمار الاصطناعية لمرصد “كوبرنيكوس” الأوروبي نُشرت الثلاثاء، رغم الآمال بتحسن الوضع مع انحسار موجة الحر التي ضربت البلاد.

واندلع الجزء الأكبر من هذه الحرائق في مقاطعات زامورا وليون بمنطقة قشتالة وليون (شمال غرب البلاد) ومقاطعة أورينسي في غاليثيا (شمال غرب) ومقاطعة كاثيريس في منطقة إكستريمادورا (غرب البلاد).

واضطر آلاف السكان في عشرات القرى إلى مغادرة منازلهم، كما أُغلقت طرق عدة، إضافة إلى تعليق خط القطار الذي يربط مدريد بمنطقة غاليثيا.

التغير في الطقس

ورغم أن اخماد هذه الحرائق قد يستغرق وقتا، فإن انحسار موجة الحر التي استمرت 16 يوما وألحقت أضرارا واسعة بالبلاد، يبعث على أمل بتحسن الوضع.

وأكد نِكانور سين مندوب الحكومة في قشتالة وليون، في تصريح للتلفزيون الرسمي الإسباني، أن هذا التغير في الطقس سيؤدي إلى “انخفاض درجات الحرارة القصوى بين 10 و12 درجة مئوية، إلى جانب ارتفاع معدلات الرطوبة”، مضيفا أن ذلك “يساعد على تسهيل الظروف وتحسينها للسيطرة على هذه الحرائق”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *