أنا امرأة

خلقنا الله من ذكر و أنثى لنعمر الأرض وتستمر بنا الحياة، خلقنا مكملين لبعض لا أندادا، فكل له حقوق وعليه واجبات، فقد ساوى سبحانه بيننا في التكليف والعقوبة وفضل بعضنا على بعض لفروق خلقنا الله بها ليس لأن أحدنا أفضل من الآخر.
وجعل لكل منا قوة يتفوق بها عن الآخر فرغم أن جسد الرجل أقوى وأصلب من جسد المرأة ويقوم بأعمال لا تصلح لها، إلا أن الله سبحانه وتعالى خص المرأة بالحمل و الإنجاب وهو ما لا يستطيعه أقوى الرجال و أعتاهم. فبالله عليكم أخبروني من أين جاءت خرافة تفضيل الرجل وفوقيته على المرأة و جعله السيد المطلق الذي يأمر فيطاع، ويخطئ فيُثاب.
هل تعلمين عزيزتي حواء معنى أن تخلقِ امرأة؟ ذلك يعني أنك أم تسهر الليالي عند المرض تحتوي عند الضيق، تداوي عند الألم، تعني أخت رؤم سند و أمان أذن تسمع وقلب يصغي، تعني ابنة بها يدخل والديها الجنة، امرأة تعني زوجة، هي لزوجها كل ما سبق وقد تكون صديقة، تسمعه حين تقسو عليه الحياة، تحتضنه عندما يبتعد حتى أقرب الأقربون، تواسيه عندما توجعه الأيام، تحبه فتشرق أيامه، تصبر عندما تخونه الدنيا، وتحتمل عندما يخون هو، وتعذر عندما يهمل، تسند عندما يضعف، لست متحيزة أو أقول مجرد كلام شاعري، لكن هذه هي الحقيقة التي نراها كل يوم في بيوتنا، فالزوجة التي قد لا يراها الزوج أو يراها كائن أقل منه، وله عليها حقوق امتيازات ليست لها، هي نفسها من يقوم البيت على صبرها، وعلى كتفها تقوم الحياة فيه، بفضلها تتحول جدران بيته البارد إلى سكن دافئ وسكينة، بفضلها يبدع في عمله ويرتقي، بينما هي ترعى أبناءه وتعدل ميزان حياته، تزيح عن كاهله هموم أيامه، وعندما يصل للقمة يكون جزاؤها أن يلقي بها في قاع حياته، فهي ليست في مستواه الآن ويبحث عن أخرى تناسب مقامه الذي وصل إليه لأنه واقف على أكتافها، في زاوية كل بيت قد تجد نبتة وحيدة صديقة لصاحبة المنزل، فهي شاهدة على ليالي قهرها ووجعها ورويت بدموعها عندما طعنت بسيف الخيانة، وقد كان هذا أكبر رد فعل لها، فهي ليست مستعدة لتدمير بيتها فقد تكون نزوة، قد تكون الأخرى من أغوته، قد أكون أنا المقصرة!!
نعم تصل الحال ببعض النساء للشك في أنفسهن واختلاق أعذار كي يبقى هذا البيت عامر و لا ينهار، لكن تأكدي عزيزتي لا بيت يبنى على عامود واحد كل بيت يحتاج لأربعة أعمدة زوج وزوجة سندهما اهتمام و تقدير ونجد نساء هن المعيلات للمنزل فيدفعن مصاريف المدارس وإيجار المنزل، ويرعين الأبناء ويقمن على احتياجات المنزل فهذه ضريبة أن تكون موظفة، حتى تخسر تلك المرأة أنوثتها ورقتها، ثم يعايرها بأنها تحولت لشيء يشبه المرأة وينسى أنها كذلك لأنها تعيش مع شيء يشبه الرجل، نعم في بيوتنا المرأة عامود البيت وبأذرعها ترفع سقفه و تحميه من الانهيار.
و أخيرا ليعرف العالم أنني امرأة، أروع خلق الله، وصية رسوله الكريم، أنا الأمان والسند، أنا الرحمة والمودة، البوصلة عندما يضل هو الطريق، ومعنى الحياة، أنا ونيسة آدم عنما ضاقت به الجنة.
nahednratrout@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *