بين الصاد، والضاد يتأرجح العقل

أمام أرجوحة الأيام يقف العقل، وتقف الصفاء مع الضغينة، وبين الطرفين يسافر العقل في رحلةٍ تكشف سر نقطة الضاد عن الصاد.
الصفاء، اسمها يبعث على النقاء، وترسم البهجة مع بسمتها التي تنشرها، ويداعب الهواء شعرها المتناثر على كتفيها لينقل العقل إلى رحلةٍ رأى فيها القلوب سعيدة، والصراحة تصنع حبلًا يصنع روابط المودة بين الناس، ويتشارك القلب مع العقل في تشابكٍ يعزز نمو العلاقات الإنسانية، وبهذه النظرة يشاهد أصحاب المودة المواقف اليومية، ولا يرون ديدان الشر تحفر بين روابط الآخرين لتحيك مؤامراتٍ تكشفها الأيام بإذن الله.
الضغينة، من تسابق اللسان على نقاط حروف اسمها، وهي منبع الماء العكر الذي يصنع رواسب أسستها مواقف يومية، ووجهها العبوس ينذر بالقلق، ومع نسمات الهواء يقف شعرها أمامه، وكأنه يصرخ في وجهه ناهرًا إياه عن الاقتراب منه، فلا تريد تشتيت انتباهها لترى حسن الملافظ من أسوئها، ويسمع العقل دبيب النمل في هذه الرحلة، ويشاهد الحذر يجلس بزاويةٍ يراقب فيها الضغينة، فأصحاب الفتن يبحثون عن ثغرةٍ يفتعلون فيها الشجارات، ورغم ذلك، فعلى المرء أن ينتبه إلى الوقوع في فخاخٍ تأخذه إلى مسالك تتفرق فيها علاقاته مع الآخرين، فالحذر يصنع حلولًا تحميه من الأضرار.
بعد هاتين الرحلتين، اجتمعت الأحداث في العقل، وتخيل نفسه بعد إضافة سمة الصفاء، وكيف كان الحال رائعًا، ولكنه تعثر بفخاخٍ عجز عن الخروج منها، فوضع الضغينة مكانها، ولكن ساد الفساد فيه، وأصبح صنع الفخاخ مهنته، فهرب العقل من الأرجوحة، ووضع الحذر سمةً ثنائيّةً، وتحت إدارتها الصفاء، والضغينة.
أدرك العقل أن التعامل يكون بالصفاء، وعلى الحذر أن يبحث عن الضغينة أثناء مرور الأيام لينقذه من الفخاخ هو الحل المناسب.
bayianqs03@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *