المعشني «التحفة».. كبير المخترعين

تحولت القضية الفلسطينية، على مدى ستة عقود، إلى سلعة للمتاجرة والتداول الحزبي والسياسي والبطولات الوهمية، كما شكلت غطاء وتوظيفاً للمصالح الشخصية، حتى الجنرالات العرب نفذوا انقلابات وقفزوا إلى كراسي الحكم وأسسوا أنظمة حكم غوغائية فاسدة، باسم فلسطين. وباسم فلسطين احتل صدام حسين الكويت عام 1990، واحتل الحرس الثوري الإيراني (بتشجيع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما) أربع عواصم عربية، قبل أن تتحرر دمشق وبيروت.
وتحول المتاجرون إلى شبكات التواصل الاجتماعي، حيث المسرح الأوسع للاختراعات وترويج المخدرات الفكرية.
ومن أبرز المروجين للبطولات الوهمية، «الحزبلاتي» العماني علي مسعود المعشني، وهو «تحفه» ذو خيال واسع وذمة أوسع. وبلا حياء، يخترع ليلياً معلومات «من كيسه». فبينما كان حزب الله يلعق جراحه ويتمرغ بالهزائم المذلة، وإيران تدمر بالضربات الإسرائيلية، أدلى المعشني بخبر «يا إخوان».. مليونا (مقاوم) قد وصلوا إلى الجبهة ويستعدون لتدمير إسرائيل. ولإكمال العرض المسرحي، أوصى المقاومين بـ«الرأفة» بالمدنيين الإسرائيليين عند اجتياحهم للمدن الإسرائيلية. وأصلاًِ لم يفكر أي مقاوم بالذهاب إلى الجبهة.
وتقدم قنوات إعلامية تتبنى هذا النوع من الهلس، المعشني على أنه محلل سياسي، وهو في الحقيقة يبرع في فبركة معلومات من عنده ويمزجها بمخدرات فكرية، لوناسة الجماهير. وكلما أمعن في اختراع معلومات، يحظى بتصفيق المهزومين والمتأزمين. وبهذا وحده صنع مجده وأصبح «ترند».
قبل أيام قدم المعشني اختراعاً طازجاً، إذ قال أن عدد قتلى الجنود الإسرائيليين في غزة، «أكثر من 30 ألف» وعدد الجرحى الإسرائيليين «اكثر من 100 ألف» وجرى تدمير «أكثر من نصف آليات ودبابات إسرائيل». وطبعاً هذا خيال، إذ لو أن ربع هذه الأرقام صحيح، لكانت حماس تحاصر تل أبيب، ولبادرت المعارضة الإسرائيلية لأسقاط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وهذه الفبركات خطيرة وتخدم إسرائيل، فكلما تحدث المعشني وامثاله عن القوة الوهمية لحماس والمقاومة، يعطون إسرائيل الذريعة لتتمادى بالوحشية والتنكيل بالغزاويين وبحزب الله.
والمعشني ليس وحيداً، بل هو الأكثر جرأة على اختراع الأكاذيب والبطولات الوهمية، التي تروجها مكائن الإخوان المسلمين واتباع حزب الله.
*وتر
الآلام، تمعن بوجعها في حقول النار..
الأطفال الغرثى الذين لم يقضوا نحبهم
محاصرون بالدبابات الإسرائيلية وبنادق حماس،
والسماء تمطر حمم الموت..
mal3nzzi@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *