الزخارف الإعلامية

بيانات اللقاءات والزيارات لا تخلو من فقرة التعاون الإعلامي، والتي تأتي عادة في أسفل البيانات. وتعوّد عليها الناس، ويعترفون بأنها مجرد زخرفة بلاغية تذيّل بها البيانات.أنصح بعدم الاستمرار على وجودها.. فقد انتهى زمنها ومفعولها. وإن كان الغرض تطمين المتلقين على أن التقارب قد حصل..! والاتفاق قد قرب..! فالفضاء واسع لاختيار مجالات حيوية جديدة.«تبادل المواد الإعلامية»..! عبارة محبة، لكنها لم تعد تحمل ذلك الوقع الشاعري الجميل. فالـ.. «مواد» الإعلامية لاتحتاج الى من يتبادلها ويعطيها ويأخذها.ومنذ الخمسينيات الميلادية ومعظم الأنظمة العربية لم تجد عدواً تمارس فيه شجاعتها وبسالتها إلا تفحّص المواد الإعلامية القادمة، وبقدر كبير من الجرأة.فكيف اذاً نذيّل بياناتنا ـ والحال هكذا ـ بعبارة «تبادل المواد الإعلامية».كان الأدب الذي روج لمثل هذه العبارات يسير عبر أنماط تقليدية. وتبادل المواد الإعلامية يأتي عن طريق الشحن البحري..! وربما منافذ الطرق الصحراوية او الشحن الجوي في آخر أيامه.الآن الإعلام غير ذاك.. يأتي كل شيء عبر الفضاء.. وعبر الشاشات الشبكية. ولا نحتاج الى تحميل بياناتنا عبارة «الاتفاق على تبادل المواد الإعلامية. ومن التعابير الإعلامية التي لازمت بياناتنا كلمة برقية ، والكلمة تستخدم عند ذكر التهاني بين رؤساء الدول ، وهي مشتقة من الجذر ب-ر-ق الذي يدل على السرعة والضوء الخاطف، واختيار تلك المفردة تعبير عن السرعة بعكس الرسائل الورقية التقليدية وكان يُقال مثلا :
وصلت برقية من الرئيس الفلاني.
كانت البرقيات تُكتب بشك مختصر وتُحاسب بالكلمة، وكانت اللغة فيها شديدة التركيز والإختصار ومع اختراع الهاتف والتلكس والفاكس أوقف التغامل بالبرقيات في أواخر القرن العشرين. لكن الكلمة ما زالت تُستعمل مجازيّا مثل: أرسل فلان برقية، حتى لو كانت جرت بالبريد الإلكتروني.
والبرقية تعنمد على لغة «مورس» وأول ظهورها وجعلها خدمة عامة كان في أربعينيات القرن التاسع عشر، ووصل إلى العالم العربي في النصف الثاني من القرن 19.
binthekair@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *