استشاري لـ”الميدان” : هذه الجماهير مطالبة بهدوء الأعصاب أكثر في مباريات السوبر السعودي

تتجه أنظار الجماهير بكل شغف وترقب نحو ليلة كروية استثنائية يومي بعد غد الثلاثاء التاسع عشر ( الاتحاد والنصر) والأربعاء العشرين ( الأهلي والقادسية) من اغسطس 2025 ، إذ تحمل هذه المباريات في طياتها الإثارة والندية.
وفي هذا الإطار يقول أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا لـ”الميدان”:
من الطبيعي أن تعيش الجماهير الرياضية والمشجعة لفرق السوبر السعودي حالة من التوتر ترقبا لما تسفر إليه نتائج المباريات خلال اليومين القادمين وصولا إلى مباراة الكأس، وهنا من المهم أن يتحلى المشجع بوعي يجعل من التشجيع وسيلة للتعبير عن الانتماء والفرح، لا سبباً للمتاعب الصحية ، إذ إنه من الناحية الطبية فإن الانفعال الزائد والتوتر النفسي قد يكون له تأثير مباشر على صحة بعض الفئات، خاصة المرضى الذين يعانون من السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين.
وتابع : عند الانفعال والتوتر الشديد، يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، وهذه تؤدي إلى ارتفاع مستوى سكر الدم نتيجة تحفيز الكبد لإفراز الجلوكوز ، وتسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ ، زيادة احتمالية اضطراب نظم القلب أو الذبحة الصدرية لدى مرضى القلب.
وقال إن مرضى السكري مطالبون بالحذر أكثر لأنه مع التوتر الزائد قد يحدث – لا قدر الله – ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر قد يسبب صداعًا، عطشًا شديدًا أو إرهاقًا ، وعند بعض المرضى قد يحدث هبوط مفاجئ للسكر إذا كانوا قد أخذوا جرعة إنسولين أو أدوية قبل المباراة ولم يتناولوا ما يكفي من الطعام ، وهناك بعض النصائح الموجهة للمشجعين من مرضى السكري وتحديداً الذين لا يتحكمون في مشاعرهم ويشجعون الكرة بتعصب زائد وذلك أثناء مشاهدة المباريات سواء في المنزل أو المراكز المخصصة ومنها الحرص على متابعة مؤشرات نسبة سكر الدم ، تجنب المشروبات الغازية أو العصائر السكرية المعلبة والأفضل صحيا الماء والعصائر الطازجة، وفي حال حدوث هبوط مفاجئ ينصح بتناول التمر أو قطعة سكر ، الحرص على الاسترخاء عند الشعور بالتوتر ، وهنا اؤكد لجميع مرضى السكري أن مشاهدة المباريات متعة ، ولكن على مرضى السكري أن يكونوا أكثر وعيًا بتأثير التوتر على صحتهم ، وأن يجعلوا حماسهم في حدود الأمان.
وختم البروفيسور الأغا حديثه بقوله:
يجب على جميع المشجعين تقبل النتيجة بروح رياضية فذلك يقلل من المتاعب والشعور بالإحباط اللحظي الذي قد يصيب البعض بعد خسارة فريقهم ، كما أنصح بتجنب الدخول في مشادات أو مهاترات مع الآخرين فذلك يحمي من التوتر الزائد ، واخيرا التذكير الدائم بأن الرياضة فن وذوق وأخلاق ، فالخسارة جزء من المباريات مثلما هو الفوز ، وتقبل النتيجة بصدر رحب يحمي الصحة النفسية والجسدية.