لا يقتصر الفول على كونه مجرّد وجبة شعبية على الموائد وأساسية في إفطار المصريين، بل بات يثير اهتمام الباحثين بفضل احتوائه على مادة ليفودوبا (إل-دوبا)، وهي مركّب كيميائي يتحوّل في الجسم إلى هرمون الدوبامين، المعروف بهرمون السعادة.
هذا المركّب استُخدم سابقًا كعلاج أوّلي لمرض باركنسون، الذي يؤدّي إلى تلف الخلايا الدماغية المنتجة للدوبامين، لكن الأبحاث الحديثة بدأت تكشف أبعادًا جديدة لتأثيره.
علاج للاكتئاب
تشير أدلّة علمية متزايدة إلى أنّ “إل-دوبا” يمكن أن يساعد في التخفيف من حالة تُسمّى انعدام المتعة، أي العجز عن الإحساس بالفرح أو المتعة، وهي من أبرز أعراض الاكتئاب ويعاني منها نحو 70% من المرضى.
دراسة نُشرت عام 2023 في مجلة علم الأدوية النفسية السريرية وعلم الأعصاب ربطت هذه الحالة بالالتهابات المزمنة.
وفي عام 2022، توصلت دراسة منشورة في نيتشر موليكيولار سايكياتري إلى أنّ تناول أقراص “إل-دوبا” ساعد مجموعة صغيرة من المصابين بالاكتئاب والالتهاب معًا على استعادة شعورهم بالراحة، بينما لم يظهر هذا التأثير لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب وحده.
أدلة علمية
في هذا السياق، تعمل الباحثة نادية محمد رضازمان، من جامعة كامبريدج، على تشجيع الناس على تناول المزيد من الفول، بينما تخطط لإجراء تجربة جديدة لدراسة ما إذا كان تناول الفول نفسه — بما يحتويه من ليفودوبا طبيعي — يمكن أن يخفّف أيضًا من فقدان المتعة. ومن المتوقّع نشر نتائج هذه التجربة خلال عامين.
ورغم أن ماة الليفودوبا تُعدّ العامل الأبرز في تفسير هذه الفوائد المحتملة، فإن الباحثين لا يستبعدون وجود تأثيرات أخرى.
فالفول غني بالألياف الغذائية التي تدعم صحّة ميكروبيوم الأمعاء، وهو مجال بحث متنامٍ يُظهر ارتباطًا وثيقًا بين صحة الأمعاء والصحة النفسية.