اسمها كان آخر ما تبقى.. فسلبوه منها !

رغم كل التقدم في العالم من حولنا ورغم أن الإنسان وصل للفضاء وصار الذكاء الاصطناعي يعرف اسمك ورقم جوالك قبل لا تقوله..
لا زالت هناك عقول تعيش في كهوف الماضي!! ترتجف اذا سُمِع اسم زوجته.وتتلعثم اذا نُطق اسم امه. كأننا في برنامج حماية البيانات السرية..
وليس في حياة طبيعية كرم الله فيها الانسان رجلا وامرأة. اسمها عيب ولا سلاح نووي؟ بعض الرجال يتعامل مع اسم زوجته وكأنه رقم سري لخزينة بنك. يتوتر اذا إنذكر ويخجل اذا سمعه.ولو ناداه أحد وقال اسمها دون قصد يرتبك كأنه ارتكب جريمة شرف!!
واذا هو نفسه ناداها باسمها في مجلس تبدأ همسات الجالسين، وتنطلق عبارات اللوم. وش فيك يا رجال. تقول اسمها قدام الناس؟ انت منتي غيور؟ما لك هيبة؟
ياهيش! قطعة أثاث أم إنسانة؟ النداء في البيت يوضح مستوى التفكير فهي لا تُنادى باسمها، ولا تُعامل كإنسانة!! بل تُنادَى كما تُنادى الكنبة أو الغسالة يا هيش. انتي يا. يا أم فلان وإذا ما ردت.ينادي بصوت جهوري.. وين أمكم؟
وتجلس الزوجة في الزاوية. تسمع نداءً مشوشًا..لا يحمل لا اسماً ولا احتراماً..
حتى بعد موتها لا تُعرف.. وإذا المرأة توفاها الله.. تبدأ مرحلة التعتيم الرسمي.. يُكتب في نعيها..
انتقلت الى رحمة الله، حرم فلان بن فلان أو والدة فلان وفلان.. ولا أحد يعرف من هذه الفقيدة؟ لا اسم ولا دعاء بالاسم ولا عزاء يليق بها.. يموت اسمها معها.. وكأنها لم تكن يومًا امرأة عاشت وضحّت وربّت وتحملت ما لا يُطاق.. ويحرمها من ابسط حقوقها في ذكر اسمها كي يعرفونها الناس ويدعون لها.
ختاما:
اللي يخجل من اسم زوجته أو أمه المشكلة ما هي في الاسم.. المشكلة في المفاهيم اللي تربى عليها.الاسم ليس عورة.. الاسم ليس جريمة.. الاسم كرامة وهوية.. فاذكروا أسماء النساء كما تذكرون أسماء الرجال.. بالفخر والاحترام.. المرأة ليست ظلاً يتبع الرجل.. هي كيان.. هي اسم. ولها الحق ان تُعرف وتُذكر وتُكرّم في حياتها قبل مماتها.
تخيلوا:
حتى وهي ميّتة حرموها من اسمها؟ حقاً إنها مأساة إنسانة حتى في لحظة وداعها الأخيرة انتزعوا آخر ما تملك.. فماتت بلا صوت… وبلا اسم!!
moad_aziz@hotmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *