صباح الخير

حب أن أتأمل ملامح الصباح في يقظته ودائما ما أسبقه في صحوته كأنه وليدي وأنا أم كنت أتحرق شوقا قبل أن أُرزق به أن يكون لدي طفلا اُناغيه و أُدللله و أُراقب تفاصيله بكل عشق فشروقه يضيف لحياتي معنى و دلالات، أحب مجالسته ففي مجالسته مسرة لمبسمي وقوة لبدني ونبض لمدادي وبهجة لروحي.
استقبل الصباح بنفس الترحيب دائما سواء في تلك الأيام التي كنت أعمل فيها ففيه التقي بطالباتي براعم الزهور اللاتي كنا نرعاها مستشعرين المسؤولية العظيمة التي قدر الله أن نحظى بها و التقي بزميلات العمل وكنَّ كوكبة نفيسة يجمعنا هو ليشحذ هممنا ويفرد لنا طيات ساعاته لنطرز عليها أجمل اللحظات ؛ أو كهذه الأيام التي صدرت فيها أيام العمل إلى سجلات محفوظة تُقرأ يوم الميعاد ومضيت في أيام تتوارد علي حيث أنا وكوب القهوة التي اختلطت سمرتها ببياض وكتاب و وقت الصباح يتغنج بمعيتي بانفلات لا قيود عليه سوى قيدا اختار أن أقيده به متى أشاء.
الصباح لحن جميل ينافس كل الأغاني و الأنشودات فيه تعزف أوراق الأشجار وأغصانها المواويل وتغني الطيور المقامات ؛ أصوات البشر التي تأتي من هنا وهناك كطقطوقات منوعة عامرة بدرجات الأصوات المتباينة كثيرة المواضيع ممتلئة بالمشاعر تتخللها ضحكات، همسات و أحيانا دندنة ألحان.
يزورنا الصباح بانتظام مهما كانت حالة الطقس رطبا، جافا، ممطرا، رذاذا، حارا، باردا بهيئته الجميلة راضيا بأمر الله فتستقبله كل مخلوقات الله بانشرح ويبقى البشر أعني بعض البشر يستقبلونه بتجهم على حسب حالة الطقس فينظرون له من زاوية و لايلتفتون إلى باقي زواياه ؛ ففي حضوره مثلا يتوقف أنين المرضى ويطمئن الخائف وتستطيع دون قلق مهاتفة من انشغل عليه بالك، حتى الزهور تتفتح مع شروقه دون أن يشاغلها نعاس، ورغم ذلك يزورنا دوما يحمل معه بدايات طازجة و يوما جديدا خانة عنوانه فارغة لنملأها متخيرين من خزائن مشاعرنا وانجازاتنا العنوان، ودائما أحب أنا أن أبدأ صباحاتي مهما كانت أحوالها ب»صباح الخير».

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *