تعجبني كثيرا نقاشات المتحلطمين الذي لا يعجبهم شيء أبدا حتى أنفسهم لم يرضوا عنها، هؤلاء لم تضق بهم الدنيا بل حتى أنفسهم ضاقت بهم.
يتذمر إن رأى شارعا مزدحما من التعطيل والتأخير وإن رآه خاليا قال وين الناس وش االشارع الفاطس، يقول ذبحنا الشتاء وتعبنا من كثرة الملابس وهو نفسه الذي في الصيف يقول وش نسوي مع هالحر الله يجيب البراد، هو ذات الشخص الذي يتغني ويردد الأشعار عن المطر ثم يقول تعطلنا من الأمطار ولا نستطيع الخروج من المنزل والعمل.
شخصياً أوبخه دائما، فأنا شخص يحب كل فصول السنة بل يحب كل ما وهبنا الله وخلقه سبحانه احب الصيف والشتاء والربيع والخريف واالبرد والحر والمطر والصحو والشمس والغيوم والليل والنهار والبر والمدينة والبحر , فلكل متعة أنعم الله بها علينا سبحانه.
فالشعراء هم من أكثر من يعرفون كيف يستمتعون بمميزات كل شيء ويتغنون ويتغزلون به فهذا البحرتي يتغزل بالربيع فيقول «أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد ان يتكلما»، وقال غيره «عاد الشتاء فعودي كي نكاسره» وتغنوا بالمطر فقالوا «صاح ترى برقا أريك وميضه يضيء سناه عن ركام منضد»، وقال أو ماضي عن الصيف «واستمع للشِّعر من بلبلها فهو الشِعر الذي ليس يضاهى ما أحلى الصيف ما أكرمه ملأ الدنيا رخاء ورفاها»، أما طه حسين فقال في كتابه «لغو الشتاء» كنا نلغو أثناء الصيف، فلنجِدَّ أثناء الشتاء، وما الذي كان يمنعنا من اللغو أثناء الصيف، وفي الصيف تهدأ الحياة ويأخذها الكسل من جميع أطرافها، فتوشك أن تنام وتسير على مهل يشبه الوقوف، وفي أناة تضيق بها النفوس.
جميل ان تستمتع بالخروج للبر والكشتة وشبة النار وجميل أيضا البحر والسباحة به والتجول بداخله والاستمتاع بنسماته كل شيء خلقه الله جميل عليك فقط أن تعرف كيف تستمتع به بدل أن تعرف كيف تتحلطم وتنكد على نسك أولا ثم على محيطك ثانيا، نصحته بأن يقول لكل شيء مرحبا ويستقبله بصدره الوسيع وأحضانه المنفتحة فقل للصيف والشتاء وكل فصول وتقلبات السنة مرحبا ويا هلا وسهلا. لا اعلم ما الذي سيرضي هؤلاء في الحر يتمنون البرد وفي البرد يتمنون الدفء وفي السكون يتمنون الصوت وفي الأصوات يتمنون الهدوء عجيب أمرهم لا يرضون بأي شيء.
majid_alsuhaimi@hotmail.com