rreefan55@gmail.com
التراث ليس مجرد مبانٍ أو آثار تتوارثها الأجيال، بل هو ذاكرة حية تحكي قصة وطن وشعب هو جزء من هويتنا وجذرنا الذي ينبع منه فخرنا وحبنا لأرضنا المحافظة على استدامة التراث تعني أننا نحافظ على ما صنع ماضينا ونورثه لأبنائنا ليظل نبراسًا يضيء طريق المستقبل وسط متغيرات الزمن.
الاستدامة في التراث تعني الحرص على حفظه وتطويره بحيث يستمر محافظًا على أصالته رغم التغيرات التي تحيط بنا، هذا الأمر مهم لأن التراث جزء من هويتنا وله قيمة ثقافية وسياحية كبيرة في رؤية السعودية 2030، وضعت الدولة استدامة التراث كأحد أولوياتها؛ لأن الحفاظ على التراث يساهم في بناء اقتصاد متنوع من خلال السياحة الثقافية، ويعزز شعور الانتماء الوطني المشاريع الكبيرة مثل العلا والدرعية، تعكس كيف يمكننا الدمج بين تطوير الحداثة والحفاظ على التاريخ .
الحفاظ على التراث يشهد جهوداً ملموسة من قبل الجهات الرسمية والمجتمع معاً في المملكة العربية السعودية، فالعديد من المواقع التاريخية تشهد أعمال ترميم وصيانة تهدف إلى إبقاء الطابع الأصلي لها دون المساس بأصالتها كما تنظم حملات توعوية لتعريف الناس بأهمية التراث ودوره في تشكيل الهوية الوطنية، وتبرز المبادرات الشبابية والمجتمعية من خلال تنظيم جولات تعليمية وفعاليات ثقافية تسلط الضوء على قيمة التراث، مما يضمن استمرارية التراث واندماجه في حياتنا اليومية.
لا يقتصر الحفاظ على التراث على المؤسسات فقط، بل للفرد دور كبير في حماية هذا الإرث الثقافي يمكن لكل شخص أن يساهم من خلال احترام العادات والتقاليد والاهتمام بالمواقع التاريخية وعدم الإضرار بها، كما يمكن للأفراد المشاركة في الفعاليات الثقافية والبرامج التوعوية التي تعزز الوعي بأهمية التراث التمسك بالقيم التي نشأنا عليها ونقلها للأجيال القادمة، هو أيضاً جزء أساسي من استدامة التراث والحفاظ على هويتنا الوطنية.
في الختام يبقى التراث أمانة يجب أن نحافظ عليها جميعاً، من مؤسسات وأفراد استدامة التراث ليست مجرد مسؤولية، بل هي واجب نحتفظ به لأجل حاضرنا ومستقبل أجيالنا القادمة برؤية 2030، لدينا فرصة حقيقية للحفاظ على ماضينا وتنميته لنصنع هوية وطنية متجددة تجمع بين الأصالة والحداثة، فلنكن جميعاً شركاء في حماية واستدامة هذا الإرث العظيم ليبقى مصدر فخرنا ونبراس هويتنا على مر الأزمان.