الدور السعودي بين الامس واليوم

مؤخراً توالت الاعتراف بدولة فلسطين من قبل العديد من الدول الاوربية واللاتينية في مسار جديد احدث مفاجأة في الساحة السياسية الدولية بعد جهود مضنية قادتها السعودية ادت الى احداث تغير في المزاج السياسي والدبلوماسي العالمي.

هذا الحراك يثبت مرة أخرى أن السعودية كانت وستبقى باذن الله رقماً صعباً في المعادية الدولية. حيث أن هذه الجهود ليست وليدة اليوم وهي نتاج لعمل مضنى منذ احتلال فلسطين وحتى يومنا هذا.

وتستند هذه الجهود إلى رؤية ثابتة مفادها أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الأولى، وأن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة لا يمكن أن يتم إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كحد أدنى.

هذه المواقف لم تقتصر على البيانات الرسمية، بل ترجمتها المملكة عبر خطوات عملية في مجلس الأمن والأمم المتحدة، حيث استخدمت ثقلها السياسي والاقتصادي للدفاع عن الحقوق الفلسطينية وحشد الدعم الدولي لها.

الا انه ورغم ثقل الدور السعودي في دعم القضية الفلسطينية على مدى عقود، فإن الزخم الإعلامي المصاحب لهذه الجهود ظل أقل بكثير من حجمها الفعلي.. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، أهمها المواقف المعادية من بعض الأطراف الإقليمية والدولية، والتي تسعى إلى تقليل دور المملكة في هذا الملف.

هذا التعتيم الإعلامي لا يعكس فقط تنافسًا سياسيًا في الساحة العربية والدولية، بل يعبر أيضًا عن محاولة متعمدة لخلق تحديات أمام النفوذ السعودي في الملفات الإقليمية الحساسة وهو مالم يحصل ولله الحمد. ومع ذلك، تواصل المملكة تحركها بعيدًا عن الماكينات الاعلامية المضادة كرغبة بالتركيز على الجهد الدبلوماسي الفعّال على الحملات الدعائية، وهو ما يمنح دورها مصداقية أكبر في وقت تتاجر فيه العديد من الدول والجهات بالقضية على حساب الشعب الفلسطيني المغلوب على امره.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *