الدولة الجديدة في لبنان وخلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس ٢٠٢٥ أبدت قدرة على التحدي وتقديم نفسها كدولة مسؤولة ربحت تقدير واحترام وقبول أطراف كثيرة في المنظومة الدولية.
لبنان يعاني منذ مايزيد من أربعة عقود من مشكلة لا تخفى على أحد وهي وجود دويلة داخل الدولة، الغريب أن قوة الدويلة كانت أكبر ونفوذها أقوى وتأثيرها أعمق، داخل وخارج لبنان، حتى أن قيادة الدويلة قبل سنوات صرحت لوسائل الإعلام مراراً أنها أي الدويلة التي تتمترس خلف حزب سياسي أصبحت ضمن المعادلة السياسية في الشرق الأوسط.
ولأن لا شيئ يستمر إلى الأبد فيبدو أن الدويلة لم تعد بذلك القدر من القوة والنفوذ، وأن لبنان الجديد قادر على نسف مرحلة الوصاية الاقليمية، كانت لبنان وبعلم ومعرفة اللبنانيين على مختلف توجهاتهم السياسية والفكرية والاجتماعية بأنها تدار بواسطة الحزب، وأن الحزب يدار من طهران، وأن طهران تستخدم هذه الورقة في مراوحاتها السياسية، والأمنية إقليمياً، ودوليا.
ومع التغيرات التي هي طبيعة الحياة هناك البعض من يرفض عقله الباطن القبول بالتغيير، أو القبول بالخسارة، والهزيمة، ومن ذلك تصريحات لمسؤول إيراني علق على اصرار الدولة اللبنانية ونجاحها في فرض نزع سلاح الحزب بأن ذلك العمل شيفشل ولن يتخلى الحزب عن مواقفه. وزارة الخارجية اللبنانية ردت بأدب كبير لا يتناسب مع الدرجة العالية من اللا دبلوماسية في تصريحات المسؤول الإيراني الذي أشرنا إليه، وكانت الردود في حدود التذكير بخطورة، وخطأ التدخل في شؤؤن الآخرين، وأن ذلك من المحرمات في القوانين والأعراف الدولية.
في رأينا مثل هذه التصرفات حتي وإن صدرت من مسؤول دبلوماسي رفيع. يجب أن تواجه بما تستحق من الرفض وبيان الخطورة والفساد. لبنان في معركة ويمكن تسمية هذه المعركة بمعركة سلخ وإزالة الوصاية، ومرحلة عودة لبنان الدولة والسلطة، والأمن والاقتصاد لكل اللبنانيين بدون تمييز عرقي وسياسي ولا طائفي كما هي لبنان دائماً.
وفي تقديرنا الشخصي أن القوة في يد الدولة، أي دولة في العالم، يجب أن تستخدم بعناية وحرفية عالية من قبل الأجهزة الرسمية، والمخولة باستخدام القوة، لان الدولة، وأجهزتها هي الجهة الوحيدة التي من حقها احتكار القوة في الدول وهذا بنص القوانين الدولية، وهي، أي الدولة، تستخدم كل ذلك وعبر عدد من الأذرع لتوزيع المصالح وتحديد القيم في المجتمع، يعني تنظيم حياة الناس فيما هو حسن وقبيح.
salem.asker@gmail.com