يقول هيلين كيلر: «الكمال فراشة يصعب الإمساك بها، والسعادة تُصبح سهلة المنال عندما نكف عن طلب الكمال».يظنُّ البعض أنّه عندما يكون كُلُّ شيء يملكه مُكتمل
سيكون شخصًا آخر، أكثر حُبورًا، وأكثر قناعةً
لكنّه في الحقيقة يوهِمُ نفسه بذلك!
لأنّ الكمال في النتيجة أمرٌ يُستحال الوصول إليه، فالكمال لله وحده عزّ وجل، وما نحنُ سِوى أشخاص نسعى للكمال لكنّنا لا نصِل.
قبل أن تُكمِلَ قراءة المقال اسأل نفسك أولًا: هل كمال الأشياء من حولنا = رضا مُطلق؟
تؤثر كمالية الأشياء من حولنا تأثرًا جليًّا وسلبيًا في كثيرٍ من الأحيان فنجدها تؤثر على العمل والدراسة، والعلاقات الاجتماعية، والنشاط البدني؛ فيُصبح الهدف الأول أن يكون كُلّ شيء مُكمّل وإلّا فلا، فمهما عمِلت واجتهدت تظلُّ تراه ناقصًا ويحتاجُ المزيد.
فتجد نفسك تشعر بالإحباط والكثير من القلق؛ لأنه لم يكن كُلّ شيء كما أردت.
تعرّف الكمالية «Perfectionism» بأنّها:
صفةٌ تتكون لدى الفرد فيشعر بأنّ كل شيءٍ حوله لا بدّ أن يكون كاملًا دون أي نقص، وقد يقيد نفسه بمعايير عالية وفوق طاقته، وهذا قدّ يعرضه لحالة من الاضطراب النفسي الذي قد يفقده الاستمتاع بما حوله والإرادة والثقة بنفسه؛ لأنه يُحيطُ نفسه بجملة «إمّا كاملًا وإلّا فلا» وفي كثيرٍ من الأحيان يكون دافعة لكمالية الأشياء من حوله الأشخاص المحيطين به فهو لا يرغب بأن يكون هناك شيءٌ ناقصًا يظهر للآخرين وهذا بلا شك يؤدي به إلى العزلة الاجتماعية، وهذه الصفة قد تصيبُ جميع الفئات العمرية دون استثناء، وتبرز بعضًا من الأعراض التي توحي بأنّه شخصًا يمتلك هذه الصفة، كالشعور الدائم بعدم الرضاء، والهوس الشديد بالقواعد والقوانين، كذلك الخوف من البدء في مهمةٍ جديدة،
ومن أهم الأسباب التي تجعل المرء يتبنّى هذه الصفة: الاهتمام برأي الآخرين، وضعف تقدير الذات، كذلك الرفع من الآخرين بشكلٍ يوحي أنه أقل منهم، فتجده يضع أهدافًا غير قابلة للتنفيذ، إضافة إلى جلدِ الذات الذي يلازمه؛ لذا تقبّل ذاتك كما هي، وركّز على التقدم لا الكمال، وحدد أولوياتك فهذا بلاشك يساعدك على معرفة ماتريد.
أخيرًا تحرّر من وهم الكمال وركّز على النمو والتطوير أينما كُنت، وتذكّر ليس هُناك كمالٌ مطلق، ولكن هُناك رضا وقناعة تُساعدك على التوازن والوصول لمبتغاك.
manalsaad889@gmail.com