أنا.. رجل

كيف ومتى أو ما معنى أن تكون رجل؟ في الحقيقة هذا المصطلح من أكثر المصطلحات مطاطية في حياتنا فقد أصبح الشماعة التي تعلق عليها كل أخطاء أبناء آدم، فهي تعطيه كل الحقوق وتزيح عنه ثقل الواجبات، يرونها امتياز وليس تكليف، يعتقدون أنه تصريح لارتكاب حماقات يربطونها بالقوامة و الرجولة.
في مجتمعاتنا العربية تربينا كإناث و كذكور على أن الرجل له حرية مطلقة لفعل كل ما يريد، وليخطئ كما يشاء، فالرجل «شايل عيبه» أو «لا يعيب الرجل إلا جيبه» وبالمناسبة عداوة النساء لبعضهن هي المتسبب بتلك المعضلة، فالأم تفرض على الفتاة خدمة أخيها تحضر له طعامه تضعه أمامه وعندما ينتهي تنظف أطباقه، وتنظف غرفته صباحاً وتغسل ثيابه، فهو مشغول في اللعب أو سيذهب للخارج لرؤية أصدقائه ولتنزه، هذا روتين بعض الأبناء والبنات في الإجازات، «سابقاً» أو هكذا تربت أجيال، لتخرج الفتاة بعد ذلك من منزل أهلها، بنصيحة تقدمها الأم قبل الزفاف، تحملي وارضي كي تعيشي، منزل والدك مفتوح لك للزيارة، لكن مهما كانت حياتك لا تعودي لهذا المنزل مطلقة أو غاضبة من زوجك، أسرار بيتك تدفن فيه واحتملي ورافقي الصبر مهما كان حالك، فتحتمل الفتاة كل ما يواجهها لأن باب أهلها وعزوتها أغلق في وجهها، ولو استقبلوها بضعة أيام سيسعون وأهل الذكر للصلح بغض النظر عن السبب سواء كان ضرب، شتم، إهانة، خيانة، مرض، لا ينجب، في كل الحالات الدواء واحد الصبر، وكأن هذا الدواء نسوي بحت، مع أنه قُرن بنبي، برجل.
في أي حالة مما سبق لو كان الرجل من تعرض لها يكون العلاج : «يا رجال لا تشيل هم تروح حرمة تجي بدالها.. ويحل لك أربعة، و في هذا الصدد ذكرت عداوة النساء لأنهن من زرع تلك الكسرة في نفوس بناتهن وهذا الشموخ في نفوس أبنائهن وهن من يلقمن بناتهن مرارة الصبر وأبنائهن العنجهية، وبعضهن قد تكون المحرض الأول لابنها على زوجته فهي تراه كثيرا عليها، فابنها 1000 امرأة تتمناه وهو عاجز عن إدارة بيته ويرى أن الرجولة بالصراخ والشتم و كسر زوجته وأم أولاده وإهانتها لماذا ؟ فقط لأنه رجل وهكذا نرى أن البيوت تعمر على أكتاف النساء وعلى ظهور كرامتهن فصبرهن أعمدة تلك البيوت، فيما يصرخ الرجل ويهيج كالثور في هذا البيت لأنه رجل البيت.
هناك أجيال كاملة تربت بشكل خاطئ وجيوش من النساء إلى اليوم ترضى بظلم وذل بسبب تلك المعتقدات داخلها أو لأن لا سند ولا ملجأ لها، فقد يكون ثمن نجاتها التضحية بأطفالها، فالرجل الآخر في منزل أهلها كائناً من كان يرفض حسب تقاليد عائلته العريقة أن يربي أبناء غيره.
nahednratrout@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *