في مشهد يجسّد عمق الأثر الذي تصنعه المملكة العربية السعودية بدعم قيادتها الحكيمة -أيدها الله-، يقف الشاب عبدالمحسن إبراهيم من جمهورية توغو بين نخبة من حفظة القرآن الكريم من مختلف أنحاء العالم، مشاركًا في الفرع الثالث بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، في دورتها الخامسة والأربعين، التي تنظّمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في رحاب المسجد الحرام.
وما يميّز قصة عبدالمحسن عن غيره، ليست فقط رحلته في الحفظ، بل البداية التي كانت هدية، هو ليس مجرد متسابق، بل قصة ملهمة تُجسّد كيف يمكن لنسخة من القرآن أن تغيّر مسار حياة، وكيف أن بذرة الخير التي تزرعها المملكة في أقاصي الأرض، تُثمر حفظةً يتلون كتاب الله في أقدس البقاع.
رحلة إيمانية
وقال عبدالمحسن بابتسامة يغلبها الامتنان: “كنت في العاشرة من عمري حين أهداني والدي نسخة من المصحف الشريف، حصل عليها من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، خلال زيارته للمدينة المنورة، لم أكن أعلم حينها أن هذه الهدية ستكون بداية رحلتي المباركة مع كتاب الله الكريم”.
أربعة أعوام فقط كانت كافية ليحفظ عبدالمحسن القرآن الكريم كاملًا عن ظهر قلب، بذلك المصحف الذي لا يزال يحتفظ به حتى اليوم، ويصفه بأنه أغلى ما يملك, كونه من المدينة المنورة، ومن مملكة العطاء، لذلك مكانته عظيمة في قلبي ولساني لم يتوقف عن الدعاء لقيادة المملكة على جهودها العظيمة في نشر كتاب الله.
وعبّر عن مشاعره نظير مشاركته في المسابقة الدولية قائلاً: “أشعر بالفخر والاعتزاز وأنا أمثّل بلدي توغو في هذه المسابقة العريقة، التي جمعتنا من شتى بقاع الأرض على مائدة القرآن الكريم، إنها لحظة لا تُنسى ومواقف خالدة، حيث إنني أعيش أجمل لحظات الحياة بجوار البيت الحرام وتلاوة كتاب الله في موطن التنزيل ومأوى أفئدة المسلمين”.
وفي ختام حديثه رفع الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على عنايتهما العظيمة بالقرآن الكريم وأهله، وعلى دعمهما المتواصل لطباعة المصاحف بمختلف اللغات وتوزيعها على المسلمين حول العالم، كما أشكر وزارة الشؤون الإسلامية على التنظيم الرائع لهذا الحدث العالمي وتوفيرها كل السبل لجميع المتسابقين حتى يخوضوا التصفيات النهائية بأجواء إيمانية.