مجالسة الكبار

‏الإنسان يصنع قيمته الذاتية من أمور عديدة ومن تلك الأمور بل من أهمها هي علاقاته الشخصية بين صداقات وزمالات والأهم من ذلك من نجالس وإلى من نستمع وناخذ بالرأي والنصيحة.
‏كثيرة هي الدراسات و آراء العلماء حول مجالسة الأشخاص أصحاب الخبرة العميقة والاطلاع الواسع والنيل وكيف ينعكس ذلك على شخصيته وبناء مداركك وقدرتك على تشكيل صورة النمطية لكل ما يدور حولك وكذلك التأثير في قرارات تك والطريق الذي ترسمه لنفسك فقل لي من جالس أقول لك من أنت حين جالس الكبار ترتقي بأفكارك وتلتقي بأهدافك وتلتقي بتقييم مك للأمور وبالتالي تسير نحو القمة بخطوات مت زينة وتجد نفسك قد وصلت إلى الهدف بسرعه بل انك قد بدأت بالتفكير بالهدف الآخر الذي يرتقي عنه وتبلغ مساراته في وقت لا يزال الكثيرون في خطاهم خلفك والسبب في ذلك يعود في الغالية إلى أنهم لم يحسنوا اختيار مصادر المعلومات ولم يرسموا الخريطة كما يجب والاهم من ذلك لم يحسن اختيار من يجالس.
‏أتذكر في احد مناسبات الثقافية القريبة أن التقيت مجموعة من زملائي المهنة وكذلك بالمسؤول عن المناسبة حيث تم وتبادل الأفكار والحديث مطولا وخرجنا بالعديد من المقترحات حول الارتقاء بالرسالة الإعلامية في مختلف الجهود والأحداث التي تصب في مصلحة الثقافة والعلم والمعرفة. ‏وكان لي سلسلة من المقترحات التي يتبادلتها مع زملائي وخرجت منها بفائدة كبيرة تلقيت في ذات الإطار الإشادة بما تقدمت به. ‏والهدف والفائدة من ذكر هذه المعلومة هو تأكيد على أن الارتقاء بالحدث وبهدف و وتطوير الغاية ركز الأساسية في بناء الأفكار والخروج بأفضل النتائج وبالتأكيد اختيار الأشخاص المناسبين لكي وجهم فليس بالضرورة أنهم أكبر منها سنا بل بالتجربة.
فإن كانت ساعة واحدة فقط خرجت منها بمعلوماتٍ قيّمة ومقترحات نيرة، فماذا عن الأيام والسنوات التي نقضيها برفقةِ أحدهم، وإنني أتحدث هنا عن زملاء المهنة، وإليهم، كم عدد زملاؤك الذين يشعلون بداخلك شرارة التعلّم؟ أو، كأبسط الأمور، كم عدد الذين يدفعونك نحو القمة، ويُحييون فيك عزيمة السعي، بدلًا من أن يُخبروك أن الفرص ضئيلة، والإمكانيات قليلة، وأن المجالات محدودة، والمكاسب زهيدة؟
يا عزيزي القارئ، إنني لست أخيركم، ولكنني امتثلت لنصيحة أحد أساتذتي في الجامعة، ممن شرفت بالتتلمذ على أيديهم، يوم قال لي في ٢٠٢٢: «اختاري رفاقكِ بعناية، وأحيطِ نفسكِ بمن يساهم في تحقيق أهدافكِ، لأنهم سيؤثرون عليكِ من حيث لا تشعرين.»
فانظر اليوم إلى من اخترت رفقتهم ورضيت صحبتهم، وعن أهمية الصحبة الطيبة في حياة الإنسان، ما فضّله القدماء من مصاحبة بليد نشأ مع علماء، على صحبة لبيب نشأ مع الجهّال، ولذا؛ من صاحب المثقفين سيغدو مثلهم، ومن جالس الكبار فحتمًا سيكون كبيرًا..
‏وعليه عزيزي القارىء حاول ان تختار دوما من تجالس ولماذا.. فالوقت امر ثمين. . فحين نقضيه مع من يصنعون لحياتنا قيمة مضافة نجده قد انعكس على الكثير من الأمور المصيرية فيها ويسهم في صناعة مستقبلها بصورة أفضل ترتقي لطموحاتنا وتزيد عن ذلك . فقط علينا ان نحسن الاختيار والهدف ومع من نتقاسمه ونصغي إلى كلماته فهنا يكمن الهدف.
amera.af2@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *