العودة لنظام الفصلين

abdullahalghannam@hotmail.com
ها نحن عدنا والعود أحمد، لقد صدر القرار الرسمي بالعودة إلى نظام الفصلين الدراسيين بدلا من النظام الثلاثة فصول. وإن شاء الله تكون هذه خطوة إيجابية ليس فقط للطلاب والمعلمين والإداريين العاملين في قطاع التعليم، بل لها أثر إيجابي أيضا على الأسر والموظفين في كلا القطعين العام والخاص.

فيما مضى كان هناك انقطاعات، وغيابات كثيرة، وتذبذبا خلال الفصل الدراسي الواحد في نظام الثلاثة فصول، وليس المجال هنا للحديث عنها، فقد ذكرناه في مقالات سابقة. ولكن نحن اليوم نفتح صفحة جديدة للعودة لنظام الفصلين، والذي استمر معنا طويلا في سنوات خلت، وكان ملائما ليس فقط من الناحية التعليمية، بل حتى كان فيه مراعاة للأجواء الصيفية الحارة جدا، والتي كانت ولا زالت تعم معظم مناطق المملكة، باستثناء بعض المصايف المعتدلة والباردة نسبيا في مناطق أخرى.

ولابد أن نتحدث بعقلانية ومنطقية وبعيدا عن العواطف، فلا يعني العودة إلى نظام الفصلين أن نظام الثلاثة فصول كان مجانبا للصواب، ولكن الأمور ينظر إليها من ناحية السلبيات والإيجابيات، وتراكم للخبرات، من أجل الموازنة بينهم. ومن هنا نتعلم من الفترة التي كانت فيها نظام الثلاثة فصول، وللمحافظة على المكتسبات التي تحققت خلال تلك الفترة، ولعلنا نستفيد منها مستقبلا.

وللتوضيح أكثر، فأن نظام الفصلين لدينا معه خبرات متراكمة منذ عقود، ونعرف جيدا إيجابياته وسلبياته، ونستطيع دوما التعديل والتطوير إلى الأفضل بالاستفادة من تجربة الثلاثة فصول، فنخذ منه حسناته ومميزاته، ونطعمها إلى نظام الفصلين.

وعلى عجالة فمن مميزات نظام الفصلين: أنه يسمح لدراسة المواد بشكل أعمق، نظرا لطول المدة المتاحة. كذلك تكون الامتحانات والمشاريع والواجبات موزعة على فترة أطول مما يقال الضغوط ويزيد احتمالية الفهم، فنحن نعلم أن استيعاب الطلاب ليس متساوي، فهناك تفاوت في الأدراك بطبيعة البشر. ولذلك العودة للنظام الفصلين يحقق الجودة والعمق، والوقت الكافي للتكرار والإعادة في شرح الدروس، أي على مقولة «التكرار يعلم الشطار».

ولعلي اختصر الفرق بين النظامين الدراسيين، هو في الجودة لنظام الفصليين مقابل الكمية والسرعة للنظام الثلاثة فصول، والذي هو ربما مناسب للطلاب الكليات والجامعات حيث الطالب يعتمد على نفسه أكثر. وفيما أذكر أن أحد الدكاترة الذي درسنا في الجامعة كان يقول: ليس مهمتي شرح المنهج كاملا، فأنتم الآن طلاب جامعة! ويفترض أن تقرؤوا قبل أن تأتوا إلى المحاضرة. فمهمتي هي أن أبين لكم فقط رؤوس الأقلام، وأجيب على أسئلتكم إذا كان هناك مسائل مبهمة لديكم.

ولعلي قبل الختام أقترح مراجعة مدة الإجازة الصيفية (شهرين)، حيث ظلت على ما هي عليه ولم تتغير، لا في النظام السابق (الثلاثة فصول)، ولا مع النظام الجديد (نظام الفصلين). ولذلك، نعود فنؤكد على ما ذكرناه سابقا، أن الثلاثة شهور (يونيو، يوليو، أغسطس) هي الأنسب في أن تكون إجازة صيفية كاملة. من أجل كفاءة الطاقة خلال أيام الذروة، وزيادة فرص السياحة الداخلية في مناطق المملكة المتنوعة، وتنشيط وتشجيع الزيارة للأماكن المقدسة (الحرمين الشريفين). وكذلك إعطاء فرصة وسعة للموظفين في توزيع الإجازات بينهم، بدلا من خروج عدد كبير منهم في نفس التوقيت بسبب قصر الإجازة الصيفية الحالية(شهرين) والذي قد يؤثر على فعالية العمل في القطاع العام والخاص.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *