استطلاع لـ “اليوم”: السوشيال ميديا والتقليد الأعمى أبرز أسباب رفع تكاليف الزواج

في استطلاع لـ “اليوم” يرى عدد من الشباب والمواطنين أن السوشيال ميديا، والمظاهر الزائفة، والتقليد غير المدروس، كانت العوامل الأبرز في تضخيم تكاليف الزواج، حتى بات الحلم البسيط يُثقل كاهل العريس بقروض ومديونيات قد تستمر سنوات، في وقتٍ استحضر فيه البعض فترة جائحة كورونا بوصفها الزمن “المثالي” للزواج المريح والبسيط.

وأكدوا أن تكاليف الزواج لم تعد شأناً عابراً يمكن تدبره بسهولة كما في السابق، فاليوم تحوّلت ليلة العمر إلى عبء اقتصادي واجتماعي بسبب ما يصفه كثيرون بـ”الهوس بالمظاهر”، والتقليد الأعمى لما يُبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ترتفع كلفة الزفاف إلى مئات الآلاف، قد تدخل الاسرة في ضغوط مالية في بداية مشوارها.

يوسف أكرم (20 عاماً)، يرى أن موجات “الترند” والتقليد المنتشر عبر السوشيال ميديا هي السبب المباشر لغلاء تكاليف الزواج.

ويقترح بدلاً من الإنفاق المبالغ فيه على الحفلات والمظاهر، أن تُوجه تلك الأموال لما يسعد الطرفين مثل السفر أو بناء مشروع مشترك، ويرى أن الرقم المنطقي لإتمام الزواج يتراوح بين 60 و100 ألف ريال.

ارتفاع نسب الطلاق

أما فاطمة المسعودي (49 عاماً)، فتسترجع بساطة الزواجات قديماً، حين كانت تُبنى الأسر من دون كلف، وتقول: “اليوم أصبحت التكاليف عائقاً أمام الشباب، بل وسبباً في ارتفاع نسب الطلاق بسبب الضغوط المالية”، وتؤكد أن السبب الجذري في غلاء المهور والحفلات هو تقليد الآخرين دون وعي.

ويتفق معها علي القحطاني، الذي وصف الزواج في صورته الحالية بأنه أصبح مرهقاً ومكلفاً، مشيراً إلى أن الفروقات بين المناطق، والمزايدة بين العائلات، والسباق المحموم خلف المظاهر، فاقمت الأزمة.

ويضيف: “المبالغة في التكاليف قد تدفع العريس للاقتراض وبداية حياته مديوناً فقط من أجل ليلة قد تكلفه 250 ألف ريال”، ويرى أن التكاليف المعقولة لا يجب أن تتجاوز 70 ألف ريال شاملة المهر وحفل الزفاف.

مغالاة أسعار القاعات

من جانبه، دعا ماجد الحارثي إلى وجود آلية منظمة تحد من مغالاة أسعار القاعات، مطالباً أولياء الأمور بالتوقف عن المباهاة في تجهيز بناتهم.

وأكد أن تأثير الأصدقاء والسوشيال ميديا لعب دوراً كبيراً في رفع التكلفة، قائلاً إن الزواج لا يجب أن يتجاوز في مجمله 200 ألف ريال، لأن الأرقام تجاوزت أحياناً نصف مليون.

ويتحدث صهيب خوج عن تجربته حين تزوج بعمر 23 عاماً في عام 2014، قائلاً إن تكاليف الزواج أصبحت باهظة، وأنه من الضروري أن تُبادر عائلة العروس بالتيسير، واعتبر السوشيال ميديا عاملاً مؤثراً في رفع التكاليف، مرجحاً أن السن المناسب للزواج يتراوح بين 26 و29 عاماً.

محمد المطيري أكد بدوره أن تكلفة الزواج أصبحت خاضعة للمنطقة والعادات المحلية، لكن ما زال بالإمكان تحديد سقف منطقي لا يتجاوز 100 ألف ريال، مشدداً على أن السوشيال ميديا هي السبب الأبرز للغلاء، نافياً أن يكون ذلك من صميم العادات والتقاليد.

ارتفاع أسعار الخدمات

في المقابل، رأى كل من محسن الزهراني وسلمان الضبيبان أن التكاليف الحالية ليست مبالغاً فيها كثيراً، معتبرين أن لكل زمن متطلباته، وأن متغيرات المعيشة وارتفاع أسعار الخدمات تجعل كلفة الزفاف بين 200 و250 ألف ريال مبررة في نظر البعض.

أما عبدالرحمن الغامدي، في عمر الستينات، فيصف الزواجات الحديثة بأنها تحوّلت إلى مهرجانات لا معنى لها، داعياً إلى تقليص الاحتفالات لتشمل 50 أو 60 شخصاً فقط.

وأضاف: “فترة كورونا كانت الأفضل، لأن حفلات الزواج اقتصرت على عدد قليل وبتكاليف بسيطة، وكانت مريحة جداً”، مشيراً إلى أن بعض الصديقات يساهمن في رفع التكاليف على العروس من خلال التوقعات والمقارنات.

الزواج خلال فترة كورونا

ويرى خالد الغامدي أن أفضل سن للزواج هو 25 عاماً، لكنه يؤكد أن الإنترنت والمبالغة في التصوير والعرض هما السبب الرئيسي في رفع الأسعار، داعياً للعودة إلى البساطة والواقعية.

أما نوف العتيبي، فقررت أن تتزوج بلا حفل، وتقول إن تجربتها كانت ناجحة ومريحة، وأكدت أن نسب الطلاق في ارتفاع بسبب الضغوط المالية التي تبدأ مع الزواج، ويعود السبب – بحسب رأيها – إلى تقليد ما يُعرض من مظاهر فاخرة وغير واقعية في السوشيال ميديا والمشاهير.

ويختم أبو سيف بقوله إن زواجه خلال فترة كورونا كان أقل تكلفة بكثير، بسبب الظروف التي فرضتها الجائحة.

ويؤمن بأن سقف التكاليف المعقول يجب أن لا يتجاوز 100 ألف ريال، مشيراً إلى أن تضخم الأسعار والتقليد والضغوط الاجتماعية كلها أسباب مركبة لهذه الأزمة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *