هل الذكاء الاصطناعي يهدد المبدعين ؟

لم يعد العقل البشري هو المنتج الوحيد للأفكار الإبداعية، والحلول المبتكرة، والمشاريع الخارجة عن المألوف، بل لم يعد أيضًا المسؤول الأول عن إنشاء المحتوى وتحليل ما يدور في العالم الذي نعيش فيه.
إذاً، من هو المنافس القوي؟ أم هل ينبغي أن نقول: من هو المساعد الأول في كل العمليات التي يمارسها الإنسان؟ لقد بات هناك من يُسرّع أعمالنا، ويحافظ على وقتنا الثمين، ويمنحنا نتائج ذات جودة عالية، لقد أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا حاضرًا وبقوة في مشهد الإبداع، مما يثير تساؤلات جوهرية، هل تطورت المجتمعات بسبب الأعمال المدعومة بالذكاء الاصطناعي؟
يقوم الذكاء الاصطناعي بإعادة تشكيل الإبداع البشري ويفتح له أبوابًا جديدة. لقد قدّم لنا يد العون لتنفيذ أفكارنا التي كانت محصورة في حدود الوقت والجهد.
ومن وجهة نظري، إن الروح البشرية هي التي تستكشف وتُنتج مما تعيشه، وتراه، وتواكبه، بعكس الآلة التي لا تستطيع العمل بمعزل عن الإنسان؛ فهي لا تُبدع من تلقاء نفسها، بل هي مجرد نتاج لما عَلّمها الإنسان ودربها عليه، الآلة لن تستطيع الخروج إلى الحقول والوديان والأنهار، ولن تشعر بما نشعر به، بل تتعرف على هذه المشاعر من وصف البشر لها.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار الأثر العميق لهذا الذكاء، إذ نرى أن الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تمكّن المبدع من التركيز على جوهر الفكرة، وتحرّره من الأعباء الروتينية والتقنية، وتمنحه وقتًا أكبر للإبداع الحقيقي.
فهل يهددنا؟ أم يجعلنا أقوى؟ الموضوع ليس أبيض أو أسود، الذكاء الاصطناعي يهدد أولئك الذين يتوقفون عن التعلم، ويعتمدون عليه اعتمادًا كليًا، ويكررون نفس الأسلوب دون تطوير أو تجديد.
أما في الجهة الأخرى، فنرى أنه يمنح القوة للمبدعين الذين يرونه أداة داعمة، لا بديلًا لعقلهم البشري فهو يقدم لهم أدوات أقوى تساعدهم على تحقيق نتائج أعمق وأكثر ذكاءً، ويتحداهم بطريقة تحفّزهم على توسيع خيالهم ومداركهم، هؤلاء هم من يجمعون بين البصيرة الإنسانية والدقة التقنية، وهم من سيقودون الإبداع في هذا العصر الجديد.
reemaad2009@hotmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *