مع عرض العديد من القنوات هذا الأسبوع أفلام وثائقية عن حرب الخليج الثانية، التي بدأت شرارتها الأولى في الثاني من أغسطس 1990 بالغزو العراقي الغادر للكويت، تعيد شهادات القادة والمسؤولين حينها، التذكير بشهامة مواقف السعودية وقادتها مع كل جيرانها العرب، كحالة استثنائية في المنطقة التي تتسارع فيها الأحداث السياسية وتتبدل معها مصالح الدول وتبقى مواقف السعودية ثابتة في إغاثة الملهوف وتقديم العون للمحتاج بسخاء وبلا منة.
كانت السعودية سباقة في محاولة احتواء أزمة صدام المفتعلة عن حجم انتاج البترول من الكويت وأثره في سعر البرميل عالمياً، بالاعتماد على نفوذها في أوبك، وكان آخر المحاولات في أواخر يوليو 1990، قبل الغزو العراقي للكويت بأيام.
أهم ما توثقه تلك الحقبة، قرار السعودية التاريخي بالوقوف إلى جانب الكويت واعتبار مصير الدولتين واحد، وقيادة تحالف دولي ضخم وقيادة معركة انطلقت من الأراضي السعودية، إضافة إلى استضافة الحكومة الكويتية بمدينة الطائف و300 ألف مواطن كويتي في مختلف مدن البلاد.
وفي كل المنعطفات السياسية المفصلية، فإن المتابع للمشهد السياسي في المنطقة اليوم، هو تفرد السعودية بمواقفها النبيلة الثابتة تجاه الدول العربية، وتقديم العون دون انتظار ثمن، حتى مع تلك الدول أيدت صدام ضد السعودية وضد الكويت.
هي مواقف خالدة في التاريخ، بدأت بموقف الملك الموحد عبدالعزيز آل سعود «طيب الله ثراه»، الرافض لعرض الرئيس الأميركي روزفلت بتهجير اليهود إلى فلسطين في العام 1945، وهو موقف ثابت في نصرة القضية الفلسطينية استمر في كل التحديات التي مرت بها في الحروب من اسرائيل، إذ رهنت السعودية أهم مواردها دعما للقضية في حرب 1973، كما تبنت مبادرتي سلام في عام 1981 وعام 2002 ووحدت صفوف الفرقاء كما في محطة اتفاق مكة المكرمة بين فتح وحماس في 2007.
وامتدت هذه المواقف لتشمل العراق في حرب الخليج الأولى ومصر في العدوان الثلاثي في 1956 ومع لبنان في كل وقت ولا أدل من اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية الأهلية، وقصص ومواقف تاريخية أخرى كبيرة ومشرفة بحجم نبل السعودية.
إن حلول الذكرى الــ 35 على حرب الخليج لا يوثق «الأحداث السياسية والاقتصادية والخسائر البشرية في حرب الخليج، باعتبارها تاريخ أول صراع عسكري كبير بين الدول العربية في منطقة الخليج» فحسب، بل يوثق أخلاق السعوديين الأصيلة وصورتهم المشرقة عبر الأجيال.
waleedalahmmed@yahoo.co.uk