حين نتحدث عن المملكة العربية السعودية، فإننا لا نصف مجرد دولة ذات حدود وسيادة، بل نصف وطناً جعل من ذاته قلباً نابضاً للعروبة، ومن أرضه منبعاً للسلام، ومن قيادته رمزاً للعطاء. منذ أن بزغ فجرها على يد الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «يحفظهما الله»، والمملكة تسطر أروع الأمثلة في تحمل مسؤولياتها تجاه أشقائها العرب والمسلمين، بل والعالم أجمع.
على المستوى العالمي، برزت المملكة كقوة اعتدال وميزان للحكمة، تبني الجسور بين الحضارات، وتقود الحوار بين الأديان والثقافات، في زمن يتعالى فيه صوت الصدام. ومع كل أزمة إنسانية، كانت المملكة أول من يطرق أبواب المحتاجين، ترسل الغذاء، الدواء، وتعيد إعمار ما دمرته الحروب والكوارث.
فقد احتلت المملكة العربية السعودية، المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية والتنموية بالنسبة إلى دخلها القومي، عبر مبادرات ضخمة يقودها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي وصلت مشاريعه إلى أكثر من 90 دولة حول العالم، دون تمييز أو شروط، انطلاقاً من قيم إنسانية راسخة.
في فلسطين، ظلت القضية الأولى للمملكة، حيث دعمت حقوق الشعب الفلسطيني سياسياً ومالياً وإنسانياً، ورفضت أي حلول تنتقص من حقوقه المشروعة.
في اليمن، وقفت السعودية سيفاً ضد محاولات اختطافه من قبل الميليشيات، وقدمت مليارات الدولارات لإعادة إعمار بنيته التحتية، ودعم اقتصاده، وإنقاذ شعبه من المجاعة والأوبئة.
في لبنان، كانت ولا تزال حاضرة بالمساعدات والدعم للمستشفيات والجامعات والبنية التحتية، رغم كل التحديات السياسية.
في السودان وليبيا، عملت المملكة على جمع الفرقاء، وإرساء السلام، وتمويل مشروعات إنسانية تعيد الأمل لملايين الأسر المنكوبة.
وحتى في سوريا والعراق، امتدت يد الخير السعودية لتخفيف معاناة اللاجئين، ورعاية النازحين في الداخل والخارج.
اليوم، ومع رؤية المملكة 2030، أخذت المملكة على عاتقها ليس فقط دعم الأشقاء في أوقات المحن، بل الاستثمار في مستقبل الأمة العربية عبر:
دعم التعليم وإنشاء الجامعات والمراكز البحثية وتطويرها.
الاستثمار في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا لخدمة التنمية المستدامة.
تمكين الشباب العربي من خلال المبادرات التدريبية والوظيفية، ليصبحوا قادة لمجتمعاتهم.
إنها ليست مجرد مساعدات مؤقتة، بل استراتيجية شاملة لبناء إنسان عربي قادر على مواجهة تحديات العصر.
السعودية اليوم ليست مجرد دولة غنية بثرواتها الطبيعية، بل أغنى بإنسانيتها، بقيمها الإسلامية السمحة، وبقيادة جعلت من العطاء رسالة ومن الوحدة العربية هدفاً.
وأختم بالقول بأن العظماء لا يُعرّفون بما يملكون، بل بما يمنحون.. وهكذا السعودية.
malhajry1@gmail.com