عاصمة الحب

يا ليت تلك اللحظات الجميلة تعود، ولكن سنة الحياة أن اللحظات لا تقف جامدة ولكنها تمضي قدماً مهما كانت عسيرة أم يسيرة، جميلة مبهجة أم محزنة مضنية.. كل ذلك يأتي ضمن قاموس المعاني والبوم الذكريات البشرية اللذان يمتلئان يومياً بالأحداث والمواقف والخبرات والتجارب صانعين الذكريات التي مهما كانت تفاصيلها لا بد أن لها قيمة تعود إلى أذهاننا نستذكرها ونستشعرها كلما مرت بنا أحداث أو لاحت في الأفق مشاهد من الماضي أو كلمات تشبه تلك الكلمات والجمل والعبارات التي اعتادت عليها مسامعنا.
وحين يكون الحديث عن الرياض، فإن الحديث يكون عن الحب والشغف وأجمل المناظر وأبهج الذكريات التي تسكن الماضي والحاضر وتشكل المستقبل. يا ليت الوقت يتوقف حين يكون الحديث عن الرياض وجمالها وسحر لياليها ورونق ذكرياتها.
يا ليت تلك اللحظات الجميلة تعود، في زوايا مدينة الرياض! لم تكن المباني الشاهقة ولا الطرق الواسعة هي فقط ما جذبني، بل كان حضورها الذي أضفى على كل لحظة سحرًا خاصًا. أحببت الرياض لأنني أحببتها، وأحببتها لأنها جعلت الرياض وطنًا للروح قبل أن تكون موطنًا للجسد.
كيف يمكن للكلمات أن تكفي وللحروف أن توفي وللمشاعر أن تبوح بما يجول في الخاطر . حين يكون الحديث عن الرياض. فهي ليست مجرد مدينة، بل كانت مسرحاً لذكرياتنا، وكتاباً كتبنا فيه فصلًا من حياتنا. حين كنا نلتقي في ممرات الحدائق أو نلوذ بمقهى هادئ بعيد عن صخب العالم، كانت المدينة تتحدث عن كل شيء بصمت. وحين تضحك، كان للسماء لونٌ آخر، وللهواء طعمٌ مختلف.
كان الوقت يمضي ببطء حين تكون بقربي، وكأن الرياض تمنحنا امتدادًا للزمن لنحفظ أكثر عدد من الذكريات. من شوارع التحلية إلى سكون الثمامة، كانت كل زاوية تحكي قصة، وكل غروب شمس يتوشح بأمنيات أن لا ينتهي اليوم.
رحلتِ عن الرياض، لكنها لم ترحل عني. أصبحت المدينة أكثر اتساعًا وأقل دفئًا. الناس يمضون في دروبهم، وأنا أمضي في درب الذكرى. أفتقدك، وأفتقد تلك اللحظات التي تشبه الأحلام، تلك اللحظات التي كلما مرت في بالي تمنيت أن تعود.
يا ليت تلك اللحظات الجميلة تعود، ولو للحظة واحدة.. لأخبرك كيف أصبحت الرياض بدونك، وكيف أصبح قلبي يسكن مدينة من الحنين.
تظل ذكرياتنا هناك، في زوايا الرياض، تنتظر أن تعود تلك اللحظات الجميلة.
alnajeeh@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *