حل الدولتين.. نهاية التجارة بالقضية الفلسطينية..

في الأسبوع الماضي، عقد مؤتمر «حل الدولتين» في مقر الأمم المتحدة، الذي دعت له المملكة وترأسته المملكة وفرنسا، بهدف إنهاء المأساة الفلسطينية. وطبعاً عارضت المؤتمر إسرائيل، لأنه يقيد عدوانها وينهي ثقافة الموت والتوحش الإسرائيلي. كما عارضه فلسطينيون يكتسبون من الفضية، مثل حماس واتباعها، لأن الحل ينهي ألعاب المتاجرة بالقضية لحساب المصالح الحزبية.
الفلسطينيون قوم ابتلوا بابتلاءات مركبة، أولها إسرائيل والقوى العظمى الغاشمة التي تبنت إسرائيل وجعلتها مدللة ومتوحشة، حتى أصبح ارتكاب المذابح عند الإسرائيليين جزءاً من طبيعة عملهم اليومي الروتيني، على مدى أجيال. وحينما يتولى رئيس وزراء إسرائيلي جديد يبدأ بياناته بلغة الذبح والقتل والإفناء، والعالم «الحر الديمقراطي» المنافق يصفق.
وثاني ابتلاءات الفلسطينيين، تعدد الفصائل والميلشيات التي عادة تكفر بعضها بعضاً وكل امة تلعن أختها. وبعض هذه الفصائل موظفة لخدمة أيديولوجيات باطنية، إذ ترفع شعار فلسطيني ليس من أجل التحرير، وإنما لتمكين الأحزاب الأيديولوجية الخارجية، مثل المنظمات الشيوعية التي كانت، تحت شعار تحرير فلسطين، تقاتل من أجل تفوق روسيا والاتحاد السوفيتي، وأيضاً حماس تقاتل باسم فلسطين لتمكين حزب الإخوان وإيران. والضحية الشعب الفلسطيني وقضيته والوطن الفلسطيني، وكانت هذه الفصائل تعارض أي حل سلمي، ليس غيرة على الوطن أو غضباً من الاحتلال، بل لأن السلام سوف يفقدها وظيفتها وأهميتها، وهدفها الأيديولوجي وأيضاً يفقد قادتها مصالحهم الشخصية وثراءهم .
ولأن المملكة معنية بالقضية الفلسطينية منذ نشوء المأساة، واستمرار الحال الفلسطينية المروعة، تقدمت 2002 بمشروع سلام للحفاظ على ما تبقى من فلسطين، وانهاء لعبة المتاجرة بالقضية. وتيقنت أن الشعب الفلسطيني ضحية لمتاجرة الفصائل باسمه وبقضيته، ونفس الوقت، هذه المتاجرة الفلسطينية، تخدم إسرائيل ونهجها باستمرار حال الحرب فلسطين وسفك الدماء وتمكينها من قضم الأراضي الفلسطينية تدريجياً وبناء المستوطنات لتجعلها «أراض إسرائيلية» بحكم الأمر الواقع .
وتاجرت المنظمات الفلسطينية بالقضية بأسلوب سفيه وصفيق، حتى المرؤ ليعتقد أن هذه الفصائل والمنظمات عميلة لإسرائيل وموظفة لخدمتها، لأن كل أعمالها العشوائية وخطابياتها الإنشائية وانتصاراتها الوهمية تصب في صالح إسرائيل.
*وتر
ثمانون عاماً، ثمانون ظلاماً
والبهية تكتحل بغصن الزيتون،
وعطر البساتين الخضر،
وتنتظر العيد..
وفي المساء تتوشح الآلام،
وتحيي المآتم وداعاً لأحباب قضوا
mal3nzzi@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *