تأثير الشائعات..

الشائعات، خاصة التي ترتبط بالمتغيرات الاقتصادية، تستند في الغالب إلى منشور من حساب مجهول، على سبيل المثال وسائل إعلام عالمية تنفل إشاعة عن البيت الأبيض، مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في مؤشرات السوق. وارتفع مؤشر «إس آند بي 500» بشكل كبير، مضيفًا حوالي 2.4 تريليون دولار أمريكي في القيمة السوقية خلال عشر دقائق. وبعد مرور دقائق قليلة، يخرج المتحدث باسم البيت الأبيض لينفي تلك الشائعات، مؤكدًا أن «الرئيس ملتزم بالمواعيد المعلنة».
وفي غضون أقل من 30 دقيقة، اختفت الأرباح، وتحولت إلى خسائر، مع اندلاع موجة بيع هستيرية، مما أدى لتبخر أكثر من 2.5 تريليون دولار من القيمة السوقية للأسهم الأمريكية في دقائق، وسط حالة من الصدمة والذهول.
الشائعات لها تأثير كبير على التجارة، حيث يمكن أن تؤدي إلى عدم استقرار الأسواق، وتخريب الثقة بين المستهلكين والشركات، وحتى إلحاق الضرر بسمعة الشركات. يمكن للشائعات أن تثير الذعر بين المستهلكين، مما يدفعهم إلى الإقبال على شراء سلع معينة أو تجنب أخرى، مما يؤثر على العرض والطلب والأسعار.
يكفي إذا أرادت دار نشر منافسة لدار نشر أخرى في أوروبا ان تُدخل «فيروسا» في خطوط سير اتصالات الإنترنت، كي تُفقر وتفلس وتسبب الخراب للشركة المنافسة لو قالت إن والد زوجة صاحب الدار كان مترجما يعمل لدى استخبارات النازية.
ويكفي لكي تمنع ترويج حذاء من جلد أصلي صناعة إنجليزية أن تقول انه من جلد البقر كي تحجب الهندوس عن شرائه، وهم قوة شرائية ضاربة في الهند.
ويكفي ان تروّج أن الفراء الثمين.. ماركة كذا جاء نتيجة صيد الثعالب الصغيرة.. في منطقة كذا من العالم كي تقوم جماعة حماية الحيوان ـ نيابة عنك ـ بضرب التجارة حتى ولو دعت الحالة إلى العنف.
ويكفي أن تقول ـ عبر الإنترنت ـ إن المادة المانعة لتسرّب الغاز.. في مواسير نقل الغاز يدخل في صناعتها شحوم خنازير. فتخرب بيت المستورد والوكيل والبائع والعارض.
ويكفي ان تقول إن زجاجات المرطّب الفلاني لو عرضتها لـ.. عين الشمس..! لظهرت لك خطوط متباينة..! لو ربطت بينها لتكوّن لديك كلمة تعني كذا وكذا.. وهذا يكفي لجعل الصغار والكبار يجتنبون ذلك النوع من المرطب.
أكاد أتفق مع القائلين أن ثمة حملات تنافسية تجرى بين منتجات من أجل إخراج هذا من السوق كي يسيطر ذاك.
binthekair@gmail.com