انطلق اليوم.. 300 دار نشر في معرض المدينة المنورة للكتاب 2025

انطلقت اليوم الثلاثاء فعاليات النسخة الرابعة من معرض المدينة المنورة للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، وتستمر حتى الرابع من أغسطس المقبل، بمشاركة أكثر من 300 دار نشر ووكالة عربية ودولية، موزعة على أكثر من 200 جناح، في مقر المعرض خلف مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات والمعارض.
ويقدم المعرض تجربة ثقافية متنوعة، تتناول موضوعات نوعية تعكس الحراك الثقافي في المملكة، وتلبي اهتمامات الزوار على اختلاف شرائحهم وميولهم، من خلال مجموعة واسعة من الإصدارات الحديثة في مجالات الأدب والمعرفة والعلوم.
إلى جانب برنامج ثقافي حافل يتضمن ندوات، وجلسات حوارية، وورش عمل، وأمسيات أدبية وشعرية، بمشاركة نخبة من المثقفين والخبراء، وتنظيم ركن توقيع الكتب الذي يتيح للزوار فرصة لقاء المؤلفين والتعرف على تجاربهم الأدبية والفكرية من قرب.

تعزيز ثقافة القراءة

ويشارك في المعرض عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات الثقافية والمجتمعية، لاستعراض أبرز مبادراتها وبرامجها، بما يعزز ثقافة القراءة ويحفز الحوار الثقافي.
ويخصص المعرض منطقة تفاعلية موسعة للأطفال، تضم 6 أركان رئيسية، تقدم من خلالها محتويات تربوية وتفاعلية متنوعة، تشمل أنشطة تعليمية ومهارية وورش عمل تسهم في تنمية القدرات الإبداعية.
إضافة إلى برامج ثقافية تُقدم في إطار يجمع بين الترفيه والأدب، بما يعزز القيم المعرفية والتعليمية لدى الأطفال، ويشجعهم على التعلم والقراءة.

وتشمل الفعالية مسرحًا يوميًا يقدم عروضًا قصصية وتمثيلية، ومنطقتين للانتظار مجهزتين لراحة الأطفال ضمن بيئة آمنة وجاذبة.

ورش عمل مخصصة لليافعين

وتُنظم ضمن فعاليات المعرض ورش عمل مخصصة لليافعين من الفئة العمرية (11 إلى 15 عامًا)، تتناول أساسيات كتابة القصة، وتوفر تجارب مستلهمة من الهوية الثقافية السعودية، ضمن مبادرة “عام الحِرف اليدوية السعودي”، بالإضافة إلى أنشطة تطبيقية في مجال الطهي، تهدف إلى صقل المهارات وتحفيز التعلم من خلال التفاعل المباشر.
ويأتي المعرض ضمن مبادرة “معارض الكتاب في السعودية”، وهي إحدى المبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، وتهدف إلى تمكين صناعة النشر، وتحفيز الوعي الثقافي والمعرفي، والإسهام في التنمية الاقتصادية وجودة الحياة، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويُعد معرض المدينة المنورة للكتاب المحطة الثانية في سلسلة معارض الهيئة لهذا العام، بعد تنظيم معرض جازان في فبراير الماضي، ويستقبل زواره طوال أيامه السبعة من الساعة 2 ظهرًا حتى 12 منتصف الليل، مقدمًا لهم تجربة ثقافية متكاملة تحتفي بالكتاب، وتعزز من مكانة المدينة المنورة على خارطة الفعل الثقافي الوطني.

مهرجان الرياض لموسيقى الأفلام.. برنامج متنوع يضم عروض عالمية

تنظم الهيئة الملكية لمدينة الرياض، بالتزامن مع كأس العالم للرياضات الإلكترونية، النسخة الثانية لمهرجان الرياض لموسيقى الأفلام، في القاعة الحمراء في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، بمشاركة مؤلفين موسيقيين من مختلف أنحاء العالم، وذلك من الثلاثين من يوليو وتى التاسع من أغسطس 2025.

ويأتي مهرجان الرياض لموسيقى الأفلام في نسخته الثانية لتقديم تجربة سمعية بصرية، تمزج بين عروض الأفلام الشهيرة والأداء الأوركسترالي الحيّ، في خطوة تعكس تعزيز الهيئة للفنون وتحفيز الحراك الثقافي في العاصمة، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

مهرجان الرياض لموسيقى الأفلام

تعود النسخة الثانية من المهرجان لاكتشاف الأبعاد الموسيقية في الأعمال السينمائية، عبر برنامج متنوع يضم عروض أفلام عالمية يؤدي خلالها العازفون المقطوعات الموسيقية أمام الجمهور بشكل مباشر.

وتهتم المملكة العربية السعودية بتنظيم الفعاليات الثقافية والترفيهيه التي تقدم تجارب مميزة وجذابه لفئات واسعة من الحضور.

مقطوعات مهرجان الرياض

وتشمل قائمة المقطوعات التي سيجري عزفها بمهرجان الرياض لموسيقى الأفلام 2025:

  • السلاح الجوي: مافريك (Top Gun: Maverick)
  • قراصنة الكاريبي: اللؤلؤة السوداء (Pirates of the Caribbean)
  • العودة إلى المستقبل (Back to the Future)
  • الأسد الملك (The Lion King)

بينهم 2,566 ذوي إعاقة.. “قبول” تمكن 339 ألف طالب من مقاعد الجامعات – عاجل

اختتمت منصة “قبول” الوطنية الموحدة للقبول الجامعي والتقني مؤخرًا مرحلة الفرص الإضافية للعام الأكاديمي، وذلك بعد أن نجحت في تمكين أكثر من 339,000 طالب وطالبة من الحصول على فرص تعليمية ومقاعد دراسية في الجامعات والكليات والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، بالإضافة إلى المقبولين ضمن“مسار إمداد”في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وذلك في جميع مناطق المملكة.

ويأتي هذا النجاح امتدادًا لجهود المنصة في تعزيز الشفافية وتوسيع نطاق القبول الأكاديمي وإتاحة الفرص التعليمية للطلبة في بيئة تنافسية عادلة ومنصفة.

وأوضحت المنصة أن توحيد إجراءات القبول على مستوى المملكة أسهم في تحسين الحوكمة ورفع مستوى الشفافية من خلال الاعتماد على بيانات حديثة ونظم موثوقة بالكامل، وهو ما أتاح فرصًا متكافئة دون تدخل بشري، ووسع نطاق الخيارات التعليمية المتاحة أمام الطلبة من خلال أكثر من 4,000 تخصص أكاديمي.

كما تم تنفيذ مرحلة الفرص الإضافية استنادًا إلى بيانات رسمية مقدمة من الجهات التعليمية، بما يضمن دقة المفاضلة بين المتقدمين وعدالة النتائج.

كفاءة النظام الإلكتروني

منذ انطلاق المرحلة الأولى في 28 مايو، تم قبول أكثر من 339,000 طالب وطالبة، من بينهم 2,566 من ذوي الإعاقة و77,970 من مستفيدي الضمان الاجتماعي و534 من أبناء وبنات الشهداء.

كما حققت المنصة رغبات 70٪ من الطلبة ضمن خياراتهم العشر الأولى، مما يعكس كفاءة النظام الإلكتروني في مواءمة الرغبات مع الإمكانات الأكاديمية المتاحة لدى المؤسسات التعليمية.

وأظهرت مؤشرات التقييم والقياس أن المنصة ساعدت 82,6٪ من الطلبة على استكشاف تخصصات جديدة لم تكن ضمن خياراتهم المبدئية، فيما أوضح 82,4٪ أن خطوات التقديم كانت سهلة وواضحة وساعدتهم على اتخاذ قراراتهم الأكاديمية بثقة.

توزيع الفرص التعليمية

بينما أكد 71,6٪ من المستخدمين أن شروط القبول كانت واضحة وأن توزيع الفرص التعليمية كان عادلًا، وتجاوزت نسبة رضا المستخدمين عن المنصة 84٪، وهو ما يعكس الثقة العالية التي حظيت بها تجربة القبول الموحد على مستوى المملكة.

وقدمت منصة“قبول”شكرها لشركائها في الجامعات والكليات والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وهيئة تقويم التعليم والتدريب“قياس”وبرنامج الابتعاث، تقديرًا لتعاونهم المستمر في مختلف مراحل القبول، مؤكدة استمرار العمل على تطوير المنصة وتحسين الإجراءات بما يعزز تجربة المستخدم ويرفع كفاءة الأداء في الأعوام المقبلة.

وتُعد منصة“قبول”نموذجًا وطنيًا نوعيًا يسهم في تبسيط إجراءات القبول الجامعي وتكافؤ الفرص بين الطلبة من مختلف الخلفيات، كما تمكّنهم من اتخاذ قراراتهم الأكاديمية على أسس واضحة وموثوقة، وتتماشى مع مستهدفات المملكة في تطوير قطاع التعليم ورفع جودة الخدمات التعليمية وتوسيع فرص التعلّم الجامعي والتقني بشكل عادل وشفاف.

عاجل: ابتكار سعودي يتوج بالذهب في جنيف.. لافتات مرورية تضيء 10 ساعات بلا كهرباء

حصد فريق من كرسي أرامكو السعودية للسلامة المرورية بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل الميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي للاختراعات لعام 2025، وذلك عن تطوير مادة ضوئية متوهجة تُستخدم في اللافتات المرورية دون الحاجة لأي مصدر طاقة كهربائية.

تتويج الفريق السعودي يعد إنجاز علمي الأول من نوعه ويهدف إلى رفع معايير السلامة على الطرق بشكل جذري.

ويقوم الابتكار السعودي، الذي تفوق على أكثر من ثلاثة آلاف اختراع مشارك من مختلف دول العالم، على مادة متطورة تُعرف ب «GiD»، حيث يتم تحفيزها عبر الأشعة فوق البنفسجية لتُصدر توهجًا مستمرًا يصل متوسط سطوعه إلى 7,5 لوكس لمدة تمتد إلى عشر ساعات متواصلة.

وأكدت الاختبارات الميدانية فاعلية التقنية وقدرتها على توفير رؤية واضحة في أصعب الظروف المناخية كالضباب الكثيف أو الأمطار الغزيرة والعواصف الرملية، ما يمثل حلاً مستدامًا وعمليًا لتعزيز وضوح العلامات التحذيرية والإرشادية على الطرق.

خفض معدلات الحوادث

وأوضح الفريق البحثي، الذي يقوده د. محمد سليم من كلية الهندسة، أن النتائج العملية أظهرت تفوقًا ملحوظًا للافتات الجديدة في مستوى الوضوح الليلي مقارنةً بالعلامات التقليدية، الأمر الذي يُتوقع أن يسهم بشكل مباشر في خفض معدلات الحوادث المرتبطة بضعف الرؤية، ويعزز من شعور الأمان لدى كافة مستخدمي الطرق.

وقال: يأتي المشروع تتويجًا للشراكة الاستراتيجية بين الجامعة وشركة أرامكو السعودية، وبمتابعة من معهد الابتكار وريادة الأعمال بالجامعة، حيث يجسد التزامًا بدعم البحث العلمي التطبيقي الذي يقدم حلولًا مبتكرة تخدم المجتمع وتتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في قطاعات النقل والسلامة العامة، وقد نال الابتكار تقديرًا خاصًا من لجنة التحكيم الدولية لقيمته العلمية والتطبيقية العالية.

منطقة الراحة ذات أمان خادع

الحياة تغدو ذات نكهة رتيبة حين نقبع طويلا في منطقة الراحة التي ألفناها، وقد يزداد ملل الأيام ليتحول إلى شعور مطبق يجثم على دواخلنا، ورغم صعوبته فالكثير يفضّل تحمل رتابة الاستمرار الممل أكثر من قلق التغيير، وكأن ما يحذرنا لتجنب الألم أقوى مما يدفعنا نحو السعي لزيادة النمو.
بعضنا يعتاد البلادة حتى تخمد حيويته ويفقد ثراء حياته، وتذكرنا استجابته بتجربة الضفادع، فلقد قام فريق بحثي بإشراف العالم جريجوري باتيسون وكجزء من تجربة علمية بتوفير بحيرة صناعية ذات سخان حراري، ثم قاموا بوضع بعض الضفادع في هذه البحيرة. قام الفريق بزيادة درجة حرارة المياه شيئا فشيئا، وكان اهتمامهم منصبا على معرفة درجة الحرارة المتوقعة التي ستشعر عندها الضفادع بالسخونة وتقفز بنفسها خارج البحيرة، ولكن العجيب أن الضفادع لم تبد أي استشعار للخطر رغم زيادة الحرارة، لأنها استمرت بالتكيف مع ارتفاع درجة سخونة الماء، حتى أبطأت قوة الحرارة في النهاية من قدرتها الجسدية، وتوقفت حركتها وفقدت حياتها.
إن منطقة الراحة ذات أمان خادع، ولكل نمو كلفة غالية تقتضي أن تهجر طرقك القديمة إلى دروب جديدة لا تكون جميعها ممهدة، فالتغيير من حال إلى حال صعب وتواجهه ردود فعل سلبية، ولك أن تتوقع في البداية بعض المقاومة في أعماقك، ذلك أن برمجتها القديمة لم تألف الأوامر الجديدة، أو قد يتمرد عليك جسدك بأن يضعك في حالة من الضغط، أو تشعر بشيء من الإحباط الغامض أو الاضطراب، لكنك إذا قاومت وأخبرت نفسك بحسم أن المردود مربح، وأن ذلك جزء من عملية التغيير للأفضل، فستقفز بحياتك لمستوى ادراك جديد ترى فيه العالم من منظور أثرى.
ننطلق جميعا في سباق الحياة بنفس المكونات البيولوجية، ونفس العدد من خلايا الدماغ، لكن البعض يعمل على تطويرها بينما يخمد الآخر من طاقتها، فعندما تواجهنا الحياة بخبراتها وتقلباتها تختلف حصيلتنا باختلاف سعي الأشخاص نحو الاستنارة.
الأنضج وعياً هم من يسلكون الدروب الأقل ارتياداً والأكثر وعورة، لأنهم موقنون أنه بالرغم من الأشياء الكثيرة التي يبدو أنها مهددة على مستويات مختلفة، هي محفزات للتخلص من ضيق الخوف نحو مزيد من حرية العيش. علماء النفس يعتبرون تلك المواقف كمحرضات نمو، لأنها أشبه بحبات الرمل في محارة حياتنا كونها تدفعنا لتشكيل لؤلؤنا الذاتي، فهي مغيرة بطبيعتها لتكويننا، لأننا ندخل التجربة بحالة ونخرج منها بحالة مختلفة تماما، إلا أن البعض يهدر فرصة التعلم ويرفض الخروج من منطقة راحته.
lama@odec-sa.com

كيف أنسى ذكرياتي

كتابة السيرة الذاتية هي ضرب من ضروب أدب الاعتراف التشويقي الذي إن لم يكن لتخليد الإسم فهو لتوثيق التجربة وفي داخل كل إنسان منا سيرة بها مواقف تستحق أن تروى قد تكون صعبة عند الكثيرين لما تتطلبه من فكر ومهارة كاتبها لا يكذب ولكنه لا يستطيع أن يقول الحقيقة كاملة فهناك ذكريات تتمنى عودتها وهناك مواقف أخرى تتمنى تمزيق أوراقها على الرغم من أنه لا يمكن لأي قوة كانت أن تحجب تلك المواقف.
والسيرة الذاتية عند أصحاب الشأن قد تستحق أن تكتب إلا أنها عند غيرهم ربما لا تصلح إلا أن تروى فهي على أقل تقدير جميلة في عيني صاحبها فمثلا نحن أبناء جيلين وربما ثلاثة جمال الحياة عندنا أن تعيشها كما هي لا كما تود أن تعيشها أنت تتقلب كتقلب فصولها وتتبدل كتبدل شهورها لا نشك أن بعض مراحلها قاسية إلا أن معظم محطاتها جميلة وبطبيعة الحال فأنت ترى مساراتها غير معبدة إلا أنك تستطيع السير فيها حسب تقاطع الظروف والأحوال إلى أن تصل إلى أرذل العمر.
ففي قريتنا رغدان عشت كما عاش أقراني أول الحركات وتعلمنا فيها أول الأبجديات، فكان لنا في كل زاوية منها قصة وعلى كل صخر لنا فيه صوت وفي قلب كل منا صورة بيوتنا ثَم متشابكة ومتقاربة كتقارب قلوب ساكنيها رأيناهم كيف كانوا يتقاسمون «اللقمة والجغمة» نعم لم يكن في جيوبهم شيئ ولكن في قلوبهم رصيد يغنيهم عن كل شيئ وبالتالي فذكرياتنا في قريتنا لاتنسى ومواقعنا فيها لا تمحى في الحارة في الساحات في المدرسة في الملاعب وفوق الصفيان وتحت الأشجار في ليل كان أو نهار .
صندوق الذكريات مليئ بالمشاعر الحلوة عند كل زملاء ذلك الجيل وإن كان منهم من قضى نحبه رحمهم الله جميعا نتذاكرها دائما كلما تواصلنا نتذكر منها ليالي رمضان وأيام الأعياد ونعرج على كثير من المناسبات فجيلنا بالتأكيد ونحن من يوم كنا صغاراً رعينا الغنم وركبنا الحمير واستأنسنا بالجمال وحمينا الطير وساهمنا بالزراعة تشهد لنا بذلك الجلّة التي اندثرت والجبال التي نُسفت والركبان التي عمرت والآبار التي طمست والجدران التي تصدعت والمساريب التي كشطت ألعابنا فيها محلية وعلاقاتنا حصرية تمتد كامتداد جذور قريتنا الغناء التي كتب لنا تاريخها الأجداد والآباء .
كل ذلك وأكثر تذكرته عندما زرت قريتنا الحجرية فجرني الحنين إلى بيتنا القديم بل إلى مكان تلك الأرواح الطاهرة التي فقدناها رحمة الله عليهم وعلى كل من جاورهم جداراً جدارا وساحة ساحة واليوم غيّرنا الأماكن وتبادلنا المواقع ومضى كل إلى غايته.
أما الحقيقة فنحن وإن سكنت أجسادنا المدن فإن أرواحنا باقية في غياهب قريتنا الشامخة وآخر القول تحية لكل الأقران وسلام عليك يا رغدان.
a2-t2@hotmail.com

السلام الذاتي

الناس جميعها تبحث عن لحظة الوصول لمواطن السعادة أياً كان الدربُ إليها، وأياً كانَ ثمن هذهِ اللحظة، لحظة النعيم بالراحة الحقيقية ونيل الهناء والسرور الذيّن لو تبصّر الناس بما يعودُ عليهم بكُل هذهِ الإيجابية والسعادة لأدركوا بأنها لا تتحقق الا بالسلام الذاتي، فهو حالة مُستمرة من السعادة وليسَ مجرد لحظة.
في حالة السلام الذاتي تُصبح روح الإنسان خفيفة ونقيّة، بمعنى أن تبدو تصرفاته أكثر طمأنينة وهدوء، فهو ليسَ في حالة من السعادة المطلقة، ولكنهُ في حالة من الرضا بكُل ما يمتلكهُ في مرحلتهِ الحالية.
هو في حالة من الامتنان لُكل المواقف الجيدة والسيئة التي أعادت تشكيل خارطة طريقه من جديد، هو في حالة من التركيز باللحظة الراهنة التي يعيشها بكُل حواسه وبكُل مشاعره الصادقة، هو في حالة من التوازن بينَ السعي المتواصل وبين القبول والتسليم، فمرحلة السلام الذاتي هي من أجمل مراحل السعادة الحقيقية التي تمر على المرء لأن منبعها الروح والذات وليسَ لأي سبب خارجي يدٌ فيها، فالسلام الذاتي هو معرفة المرء لذاته معرفة تُغنيه عن معرفة العالم الخارجي له، وتمدُّه بالقوة الكافية لمواجهة كُل الضغوطات ولصعوبات التي من الممكن أن تواجهه، فالحياة مليئة بالتحديات التي لا يُمكن للمرء التنبؤ بها أو إدراكها، منها ما تعُيقه عن الاستمرار في الوصول نحو هدفه، ومنها ما تفقده راحته الذهنية، ولكنها كأي شيء آخر في الحياة يُمكن الوصول معه إلى هُدنة من الاطمئنان والسكينة حين يتصالح مع ذاته ويؤمن بها.
ختاماً طالما أننا نحيا ونتنفس في هذهِ الحياة سنبقى معرضين للسعادة والحزن والأوقات المريحة والمزعجة، وهذهِ حقيقة ينبغي أن ندركها ونتقبلها. لذا، ينبغي على المرء أن يفطن بقوةِ السلام الذاتي الذي ما هو إلا رحلة قائمة على الذات الراضية، والوعي بوفرةِ الخيارات الجميلة في حياتنا، فهو لا يُمكن أن يكونَ محطة وصول، بل هو رحلة مليئة بالرضا والتسليم.
arwaalmouzahem@gmail.com

صناعة القيمة في زمن الترندات!

في عصر السرعة والمنصات الرقمية أصبح من السهل لأي حدث أو شخصية أن يتصدر الترند لكن القيمة الحقيقية تكمن في البقاء والخلود في الذاكرة الجماعية. هيفاء وهبي تصدرت الترند لسنوات لكن من يستطيع استحضار كلمات أغانيها اليوم؟ بينما يظل الفن الحقيقي والكلمة الهادفة خالدة في الأذهان مهما مر الزمان!.
قد يأخذ البريق المؤقت «الترند» حيزًا من الاهتمام الجماهيري ويأتي بسبب حدث مثير، أو جدل عابر، أو حتى تفاهة سرعان ما تذبل.
كثير من الشخصيات والظواهر تظهر فجأة تتصدر عناوين الأخبار ثم تختفي دون أن تترك أثراً حقيقياً في الثقافة أو الوعي الجمعي. هؤلاء الذين يبنون شهرتهم على التفاهة ومنها مانشاهده اليوم عبر بعض المساحات في منصة «x» وتحديدًا الرياضية منها فسرعان ما يُستَبدلون بغيرهم ويخفت صوتهم مع أول موجة جديدة.
في حين يخلّد التاريخ من يصنعون قيمة حقيقية.. الفنان الذي يصنع فنًا يلامس القلب، الكاتب الذي يؤثر في المجتمع، أو المفكر الذي يغير مسار أمة أعمالهم تبقى تُحفظ وتُردد بعد عقود لكن من سيعود ليسمع أراجوزات تصرخ وتشتم بعضها في مساحة ؟ الإعلام والمنصات الرقمية رغم قسوتها أحياناً على المبدعين إلا أنها في ذات الوقت لا ترحم السفهاء ولا تحترم من يتاجر بالتفاهة بل يمنح الخلود لمن يضيف لمجاله معنى.
لذلك، فالإعلام لا يرحم من يضيع وقته في التفاهة ولا يحترم من لا يضيف للمجتمع قيمة، ابحث عن التأثير الحقيقي، اصنع فرقاً وكن أنت القصة التي تُقال وتُحكى للأجيال، الترند سيمر لكن القيمة تبقى في النهاية، سيبقى في الذاكرة من صنع فناً حقيقياً أو قدّم فكرة عظيمة بينما سيختفي من راهن على لحظة عابرة. كن أنت الأثر، ولا تكن مجرد خبر في موجة ترند سريع الزوال.
hmoud1f1@gmail.com

السعودية لا تعيد بناء اقتصادها فحسب.. بل تُعيد تعريفه

لا يمكن أن تتعامل تحليلا مع اقتصاد أي دولة، دون الأخذ بعين الاعتبار كافة الجوانب والعوامل الأخرى المؤثرة في هذا الاقتصاد، سواء سياسية أمنية أجغرافية وبطبيعة الحال جيوسياسية، وبربط هذه المؤثرات وبشكل مباشر في الوضع العام لاقتصاد المملكة العربية السعودية خلال الربع قرن الأخيرة، سنجد أن المفصل الزمني التنفيذي لرؤية المملكة 2030، جعلت ما قبلها امر، وما بعدها امر أخر، قد يكون مكملا، قد يكون مختلفا، قد يكون موازيا، لكن ليس نفس الحال، فما قبل الرؤية كان الاعتماد الكلي على عائدات البترول، أو ما يجوز تسميته هيمنة إيرادات النفط وسيطرتها، وما بعد الرؤية بدأنا نعمل ضمن سياسة إنهاء هذه الهيمنة، وتحقيق عائدات وإيرادات غير نفطية، والأمر ليس سهل أبدا، ولكن يمكن تلخيص ما حدث في الخمس سنوات الأخيرة بأن بناء الرؤية 2030 وتحديد أهدافها ودخولها حيز التنفيذ، جعل من التنفيذ نفسه مرجعا أساسيا للتعديل والتصويب، أو ما يسمى اصطلاحا التغذية العكسية الراجعة «Feed Back».المؤسسة الاقتصادية السعودية ومنذ انطلاق الرؤية، وهي تعمل على بناء اقتصاد قوي متنوع يحقق الاستدامة، عملية إعادة البناء احتاجت الى عملية أخرى موازية لها، وهي عملية إعادة تعريف الاقتصاد نفسه، خاصة وان الاقتصاد السعودي في الخمس سنوات الماضية، يشهد تحولاً عميقًا يتجاوز مفاهيم إعادة الهيكلة والتنويع، ليصل إلى مستوى إعادة تعريف المنظومة الاقتصادية برمتها، فمع دخول العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، أصبحت المملكة تسير بخطى متسارعة نحو بناء اقتصاد إنتاجي معرفي وتنافسي، يرتكز على الإنسان والتقنية، لا على الموارد التقليدية وحدها، إعادة البناء والتعريف تتم وفق رؤية شاملة تتجسد في روح وجوهر رؤية السعودية ويدعمه زخم استثماري وتشريعي غير مسبوق، يتمحور حول ثلاثة محركات رئيسية: الاقتصاد الرقمي في العام 2030، نمية الكفاءات الوطنية، وتطوير (توطين) الصناعات النوعية.
ولنبدأ بالاقتصاد الرقمي، حين بدأت الرؤية مراحل تنفيذها، كنا نعمل على تأسيس البنية التحتية اللازمة للاقتصاد الرقمي، ولكن اليوم وفي فترة زمنية قياسية، يمكن الجزم بأن المملكة تجاوزت مرحلة تأسيس البنية التحتية، إلى خلق منظومة اقتصادية جديدة قائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، خاصة وان الاستثمارات الكبرى في هذه المجالات تأتي مدفوعة برؤية واضحة، العمل الآن قائم من أجل تحويل التقنية من أدوات مساندة إلى مصادر خلق القيمة، من البنية إلى القيمة، إن مراحل التحول الرقمي نتائجها بدأت تظهر بالفعل، وبدأنا نلمس تسارع في نمو الشركات الناشئة وارتفاع في كفاءة الخدمات، وتكامل متزايد بين القطاعات التقليدية والرقمية، في الخمس سنوات القادمة، نتوقع أن يسهم الاقتصاد الرقمي بنسبة تتجاوز 20% من الناتج المحلي.
المحرك الرئيسي الثاني هو رأس المال الأهم: الكفاءات البشرية، نحن في المملكة نعي جيدا أن الاقتصاد الحديث يعتمد بدرجة أولى على نوعية الكفاءات، وليس على حجم الموارد، حيث نتجه حاليًا نحو تأهيل جيل جديد من المتخصصين في مجالات التقنية والتحليل والقيادة، مع التركيز على المهارات المرتبطة بالاقتصاد الرقمي والابتكار، العمل على هذا المحرك بدأ من اليوم الأول في مسيرة تنفيذ رؤية 2030، واللافت اليوم أن هذه الكفاءات الوطنية التي تم الاستثمار بها من ساعة الصفر، قد بدأت تتولى أدوارًا قيادية في مشاريع استراتيجية، وتساهم فعليًا في تنفيذ الخطط الوطنية، وهذا مؤشر على أن الاستثمار في الإنسان ليس شعارًا، بل توجه فعلي يتم تتبعه بالبرامج والتمكين والتقييم المستمر، وطبعا نحن أيضا نعلم في المملكة، أن الكفاءات البشرية كرأس مال هو الأهم، لها ارتباطات مباشرة بالبيئة المجتمعية، وهذا يأخذنا في مقالات قادمة إن شاء الله، الى تناول أهمية الطبقة الوسطى الحيوية الإنتاجية في الدولة.
المحرك الثالث والأخير، هو المحرك الصناعي، ولكن الحديث يرتكز على مفهوم الصناعات النوعية، وكلمة نوعية وان كانت فضفاضة قد تحتاج الى تحديدات وتعريفات مستقبلا، لكن يمكن الوصف اختصار بأنها الصناعات التي لم يكن يعتمد عليها سابقا لتحقيق حجم إيرادات عالي، سواء كان عدم الاعتماد بوجودها ضمن اطار ضيق صغير، أو غير موجودة أساسا، المملكة شهدت تحولات هيكلية في صناعتها، من التركيز على تصدير المواد الخام، إلى تصنيع ذي قيمة مضافة، وتشمل هذه التحولات قطاعات واعدة مثل الصناعات الدفاعية، الطاقة المتجددة، الصناعات الدوائية، والتعدين المتقدم، المفارقة أن المملكة لا تتوسع فقط في هذه القطاعات، بل تُعيد تصميمها بأسس تعتمد على الكفاءة، التقنية، والاستدامة، وهذا ما يعزز موقع السعودية كمُنتج صناعي منافس على المستوى الإقليمي والدولي، لا كمجرد مصدر تقليدي.
بقية أن نشير بشكل ملحوظ الى امر مهم جدا، هو الأمر المغذي الرئيسي والمحقق الفعلي لعملية الاستدامة للمحركات الثلاث التي ذكرنها العلاه، وهو التعليم بكافة مراحله النوعية والعمرية، لأنه بكل واقعية، التعليم يجب معاملته على أنه رافعة اقتصادية، مما يلزم المزيد من عمليات الإصلاح والتطوير، فهو يشكّل حجر الزاوية في التحول الاقتصادي، وفعلا المملكة تمضي في مراجعة جذرية للمناهج، وآليات التدريس، وربط التعليم بسوق العمل، الجامعات السعودية تتجه نحو نموذج «الجامعات المنتجة»، فيما تتوسع البرامج التقنية والمهنية لتلبية احتياجات المستقبل، والهدف واضح يرتكز على إعداد كوادر قادرة على توليد الحلول، وتحقيق قيمة اقتصادية مباشرة، وليس فقط الحصول على وظائف تقليدية.
اقتصاد المستقبل نصنعه اليوم، ليس مجرد تطوير مرحلي، بل بناء لنموذج اقتصادي جديد يرتكز على عناصر القوة الداخلية، ويقلل من الاعتماد على العوامل الخارجية المتقلبة، ومع استمرار الزخم في التحول الرقمي، وتنمية الصناعات غير النفطية، وتمكين الكفاءات الوطنية، يبدو أن الاقتصاد السعودي في طريقه لأن يصبح أحد النماذج التنموية الأكثر تأثيرًا عالميا.
HaniAlmahri@yahoo.com

وادي ذي غزال..خيار مثالي لقضاء عطلة هادئة في رحاب الطبيعة بالطائف

يُعدّ وادي ذي غزال في مركز الشفا بالطائف مزيجًا متكاملًا من الطبيعة الساحرة والخدمات السياحية المميزة، ما يجعله خيارًا مثاليًا لقضاء عطلة هادئة مليئة بالمغامرة والاستجمام بين أجواء ثقافة الطبيعة المحلية، وقُربه النسبي من مرافق ترفيهية وأماكن ألعاب للأطفال.
ويمتاز الوادي بتضاريسه الجبلية المتنوعة التي تحيط بالممرات المائية من الصخور الكبيرة، والنباتات الجبلية، والمساحات الخضراء التي تكسو جناباته، ومزارع الورد الشهيرة ومزارع عسل النحل، ما يجعله محطة بارزة لعشاق الطبيعة والثقافة المحلية.

الوصول عبر طريق جبلي

وأوضح المرشد السياحي في مركز الشفا حميد السفياني، أن وادي غزال يقع على بُعد نحو 5 كيلومترات قبل مركز الشفا الرئيس، ويمكن الوصول إليه بسهولة عبر طريق جبلي مزيّن بأكشاك بائعات ورد الطائف والفاكهة.
ويوفر موقعه الاستراتيجي تجربة التنزه وسط الطبيعة، والمشي على الصخور والتخييم على ضفاف المياه، وكذلك الإطلالات الجبلية المتنوعة والمسطحات الخضراء والشلالات المؤقتة التي تظهر بعد الأمطار.

وأكد أن الوادي يمثل لوحة طبيعية خلابة تجمع الصخور الصمّاء والمياه المتدفقة والنباتات الموسمية الخضراء.

ببيئة ثقافية متميزة

قال المهتم في الموروث الثقافي الجبلي خالد الوقداني، إن وادي غزال يمتاز ببيئة ثقافية تمزج بين الطبيعة الجبلية والهوية التراثية للمنطقة، ما يمنح الزائر تجربة ثقافية أصيلة تعكس عمق الطائف بصفتها مركزًا حضاريًا وسياحيًا في المملكة.
وأشار إلى أن فاكهة الوادي ومزارعه هي مهرجان زراعي بحد ذاته، إذ تنتشر في محيط الوادي مزارع الورد الطائفي، التي تُعد من رموز الطائف الثقافية والاقتصادية، ويُقام لها مهرجان سنوي يُجذب آلاف الزوار.
كما يضفي وجود مزارع العنب والتين والرمان نمطًا جذابًا لأنماط الزراعة التقليدية في المرتفعات، بالإضافة إلى ثقافة العسل والنحل، إذ يحتوي محيط الوادي على خلايا نحل تقليدية لإنتاج عسل الشفا الشهير، ويُسوّق في الأسواق المحلية والمهرجانات الموسمية، فهو جزء من الهوية الغذائية للمنطقة، ويُقدَّم للضيوف في المناسبات الاجتماعية.