الرياضة في حفرالباطن

تمتلك محافظة حفرالباطن طاقات شبابية هائلة، ومواهب رياضية واعدة في مختلف الألعاب، لا سيما كرة القدم، التي تُعدّ الرياضة الأكثر شعبية في المنطقة. ومع ذلك، تقف تلك الطاقات أمام تحديات حقيقية تعرقل مسارها، أبرزها: ضعف البنية التحتية الرياضية، وقلة الدعم المؤسسي والمالي، وهو ما يجعل الحلم الرياضي لدى كثير من الشباب مجرد طموحٍ مؤجل أو موهبة مطمورة.

فعلى الرغم من تزايد أعداد الأكاديميات والمبادرات الفردية في المحافظة، إلا أن غياب المرافق المتكاملة مثل الملاعب المؤهلة، والصالات المغلقة، والمراكز التدريبية الحديثة، يجعل التطور الرياضي في المنطقة يسير بخطى بطيئة. ومن غير المعقول أن تسعى محافظة بحجم حفرالباطن، ذات الكثافة السكانية العالية، إلى صناعة نجوم المستقبل وهي لا تمتلك بنية تحتية ترتقي لمستوى طموحات شبابها.

ولا يقف التحدي عند الجانب الفني فحسب، بل يشمل أيضًا جانب الدعم المالي والإداري، إذ تعاني بعض المبادرات والأكاديميات من نقص في التمويل، وغياب رعاة دائمين، مما يُضعف الاستمرارية، ويُثبط عزيمة القائمين عليها.كما أن كثيرًا من البرامج الرياضية التي تُطلق لا تجد استدامة، فتغيب بعد موسم أو اثنين، لعدم وجود خطط طويلة المدى أو دعم فعّال.

إن تطوير الرياضة في حفرالباطن لا يتطلب معجزات، بل يتطلب رؤية واضحة، واستثمارًا جادًا في البنية التحتية، وشراكات بين القطاع العام والخاص، إضافة إلى خطط تنموية تضع الرياضة في قلب اهتمامها، كعامل أساسي في تنمية الشباب، وصناعة مستقبل رياضي مزدهر.

ختامًا، حفرالباطن ليست مدينة تفتقر إلى المواهب، بل مدينة تنتظر أن تُمنح الأدوات التي تستحقها. فإذا توفرت البنية، وجاء الدعم، ستعود المحافظة لتُصدّر النجوم، وتُنافس على منصات الإنجاز الرياضي، محليًا ودوليًا .
Alrhaily2014@gmail.com

التحولات تصنع الوعي.. ورؤية ترسم الطريق

هناك تحولات فردية على مستوى التفكير، أو على مستوى المعيشة، وحتى الدينية منها؛ فهناك من كان متطرفًا دينيًا، ومع مرور الزمن والمراجعة، يتحول إلى شخصية ذات تفكير معتدل. وكذلك التحولات المعيشية، كمن كان يعيش فقيرًا معدمًا، لكنه فكر وأبدع، وامتَهن بعض المهارات، فانتقل إلى حياة أكثر استقرارًا وراحة مما كان عليه. وقِس على ذلك في مختلف الجوانب.
وهناك تحولات مجتمعية، سواء على صعيد العادات والتقاليد، أو على مستوى التفكير الجمعي؛ كنظرة المجتمع في السابق إلى زواج الأقارب، فقد كان أمرًا حتميًا لا تراجع فيه، ومع الزمن وما رافقه من تغيرات، تنازل كثيرون عن هذه العادة، وانفتحت العوائل والقبائل على بعضها البعض. أو النظرة الدونية للمرأة، فقد كانت في الماضي مضطهدة، لكن مع مرور الوقت، تحولت تلك النظرة إلى فهم حقوقي يُنصف المرأة ويمنحها مكانتها.
كل ما سبق لا يحدث إلا عندما تتغير القوانين، وتتحدث بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث. كما أن للدول دورًا أساسيًا في تشكيل الصورة الذهنية للمجتمع، من خلال بث المعارف والثقافات المتنوعة التي تصب في مصلحة الناس وتُسهم في التحولات الفكرية والاجتماعية.
أما التحولات التي تشهدها المملكة العربية السعودية، فمن لم يُدرك التغيرات الجارية على المستويات الاجتماعية والثقافية، بل وحتى الدينية، فإنه يعيش في مغالطة كبيرة؛ فقد شهدت المملكة قفزة نوعية في هذه المجالات، جعلتها في مصاف الدول المتقدمة تنمويًا.
بدأت الدولة مشروعًا إصلاحيًا شاملًا برؤية 2030، الذي جعل منها بلدًا يسير ببصيرة نافذة. هذه الرؤية مكّنت من يعملون في إطارها من أداء مهامهم بثقة ووضوح، حيث إن الطريق مرسوم بدقة. كما استفادت من الطاقات المتوفرة، كما حدث مع المرأة في وطننا، إذ شغلت مناصب ومواقع متميزة من خلال كفاءتها. وتحولت طبيعة الوظائف من نمطها التقليدي إلى مسارات حديثة وتقنية، وكان الشباب في مقدمة من تولى هذه المهام بما يملكون من فكر إبداعي وطموح العصر الحاضر.
لقد جعلت الرؤية من المجتمع طامحًا نحو مزيد من الإبداع، وأصبح لكل فرد فيه دور ملموس في تحقيقها.

التحولات التي طرأت على المجتمع وانعكست على أفراده لم تكن لتحدث لولا التغيرات المتجددة على مستوى القوانين والرؤية التي وضعتها الدولة بعناية، والتي نأمل أن تنقل بلدنا إلى الأفضل.
abuhady.1@gmail.com

رفقًا بنفسك

success.1997@hotmail.com
كيف نتصالح مع أنفسنا في زحمة الحياة؟

وسط صراعاتها الصغيرة والكبيرة قد ننسى أنفسنا فنركض خلف الأحلام و نطارد المثالية، ونجلد ذواتنا كلما أخطأنا أو قصّرنا، كأننا لا نسمح لأنفسنا أن نكون بشرًا.

ولكن، هل فكّرنا يومًا في أن نمنح أنفسنا السلام؟ أن نمدّ يد المصالحة لأنفسنا المرهقة، التي فعلت ما استطاعت، وما زالت تحاول؟

التصالح مع النفس ليس ضعفًا ولا تهاونًا، بل هو أسمى أنواع القوة.

أن تنظر إلى نفسك في المرآة دون أن تحاكمها، أن تتذكّر أخطاءك دون أن تكرهها، أن تعترف أنك تعبت، وتحتاج إلى لحظة دفء، وربما حضن – ولو كان من داخلك.

نتصالح مع أنفسنا حين نتوقّف عن لومها على كل ما فات حين ندرك أن القرارات التي اتّخذناها سابقًا لم تكن غبية، بل كانت ممكنة في وقتها.

لم نكن نعرف ما نعرفه الآن، ولم نكن نملك ما نملكه من نضج اليوم.

فلماذا نحاسب “نحنُ الأمس” بمنظار “نحنُ اليوم”؟

نتصالح مع أنفسنا حين نقبل الحزن، بدلًا من أن نخجل منه حين نمنح مشاعرنا حقّها الكامل في أن تُعاش، لا أن تُكبت وتُخبّأ تحت ابتسامات زائفة حين نعلم أن الضعف لا ينقصنا شيئًا، بل يُظهر كم نحن بشر.

وحين نتحدث عن التصالح، فلا نعني فقط أن نغفر لأنفسنا أخطاءها، بل أن نحبّها رغمها، أن نراها بكل ما فيها من عيوب، ونتقبّلها، أن نعلم أن الكمال لا يسكن أحدًا، وأن الجمال الحقيقي في الصدق، في العفوية، في المحاولة، لا في الوصول الدائم.

في العمل، في العلاقات أو في طموحاتنا، نحتاج أن نكون لأنفسنا حضنًا، لا قاضيًا ، أن نربّت على أكتافنا بدلًا من أن نثقلها بجلد الذات، أن نهمس في داخلنا: “أحسنتِ… حتى لو لم تنجحي، لقد حاولتِ بصدق، وهذا يكفي.”

التصالح مع النفس رحلة، لا وجهة، نتعثر أحيانًا، نغضب من أنفسنا، نعود لنلومها ولكن في كل مرة نعود لنتذكّر أن داخلنا طفل صغير لا يريد سوى الحب والقبول ،فلمَ لا نمنحه ما يستحق؟

فلنحب أنفسنا كما هي، لا كما يجب أن تكون، واثقين مما نقدمه ونفعله لنا أولاً وتاليًا للآخرين.

الحمقى

في زوايا الحياة، لا تخلو المجالس، ولا تمضي الأيام، دون أن تصادف أحدهم ذاك الذي لا يسمع إلا صوته، ولا يرى في المرآة إلا الحقيقة المطلقة من خلال تفكيره، يضحك حين لا يُضحك، ويُجادل حين لا فائدة من الجدال، ويصرّ على الغباء كأنه فضيلة، هؤلاء هم الحمقى لا لقلّة علمهم، بل لفرط غرورهم.

الحمق ليس جهلًا عابرًا، بل موقفٌ ثابت من الحياة، الجاهل قد يتعلم، لكن الأحمق يظن نفسه عالِمًا قبل أن يعرف معنى المعرفة، هو لا يسأل ليس لأنه لا يحتاج، بل لأنه لا يرى في الكون من هو أذكى منه ليسأله.

الحمقى يكرهون الاعتراف بالخطأ، لا لأنهم لا يُخطئون، بل لأن الاعتراف يتطلب تواضعًا والتواضع ليس في قاموسهم، يخوضون معارك من لا شيء، وكأنهم خُلقوا للضجيج، ويُطفئون النور حين يتوه الآخرون، فقط ليثبتوا تفوقهم الزائف. هم أول من يُصدر الأحكام، وآخر من يفهم السياق.

وللأسف، لا يعيش الأحمق وحده، بل يُلوث من حوله بسوء قراراته، ويجرّ الآخرين إلى دوائر عبثه، في العمل، في العلاقات، وفي المجتمع، تراه يصرّ على رأيٍ خاطئ، لا لأنه منطقي، بل لأنه رأيه وهذه وحدها حُجّته.

لكن الطامة الكبرى، حين يُمنح الأحمق منصبًا كأن يكون مسؤولاً أو مديراً أو أباً له مكبر صوت، وجمهورًا يحيط به، فترتفع التفاهة لتُزاحم الحكمة، ويُلبَس الباطلُ ثوب الحق، ولنكن صادقين، الحمقى ليسوا نادرين، هم بيننا، وربما فينا، إن لم نحذر.

لأن الحمق ليس حالة عقلية فقط، بل موقف أخلاقي من العالم: تجاهلٌ للحقيقة، استعلاء على الآخرين، وتمسكٌ أعمى بما لا يستحق، الذكاء ليس في سرعة البديهة فقط، بل في التواضع للتعلم، والقدرة على الإنصات، والنضج لا يقاس بكم ما تعرف، بل في معرفة متى تصمت، ومتى تُنصت، وبشجاعة الاعتراف حين تقع في الخطأ.

كثيرٌ من الحمقى يظنون أن في الاعتراف بالخطأ ضعفًا، وفي الاعتذار انكسارًا، وهم لا يدركون أن الشجاعة الحقيقية لا تظهر في الصراخ أو التشبث بالزيف، بل تتجلّى في لحظة صدقٍ يعترف فيها المرء بتقصيره، وفي كلمة” آسف“تنطق بها الشفاه، ولكنها تخرج من أعماق النفس بشموخٍ لا يعرفه إلا من رجحتْ حكمتُه، واستقامتْ مروءتُه. فالاعتذار لا يُنقص من الكرامة شيئًا، بل يزيدها رفعة، ولا يدل على هوان، بل على علوّ في الخلق، وقوةٍ لا يمتلكها إلا ذو عقلٍ راجحٍ، وضميرٍ حيّ.

الحمقى لن يختفوا، لكن بوسعنا أن نُميّزهم، ألا نمنحهم أكثر مما يستحقون من وقت، أو طاقة، أو ردّ، لأن مناقشة الأحمق، كالنفخ في رمادٍ مبلل لا يشعل نارًا، ولا يصنع دفئًا، بل يُتعب الرئتين عبثًا، كما قال الشاعر أبو الطيب المتنبي: “لكل داء دواء يُستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها”.

معظم أوجاع الحياة ومشاكلها لها دواء يُشفى به، لكن الحماقة حالة مختلفة تمامًا، ليست مرضًا جسديًا يُعالج، بل غيابٌ للوعي والبصيرة، تُعمى عن رؤية الخطأ، وتُعجز عن إدراك الحاجة للتغيير.

قد لا نستطيع أن نُصلح الحمقى، ولكن بوسعنا أن نُصلح أنفسنا، ونختار بحكمة من نُهدي لهم وقتنا وأفكارنا، فلندع من لا حكمة له يسير في طريقه، ونمضي نحن في دروب النضج والوعي،

حاملين شعلة التعلم والتواضع، ففي ذلك يكمن سر القوة الحقيقية، وراحة الروح التي لا تُقدّر بثمن.

Hinenx777@gmail.com

“بداية جديدة”.. كيف علّق الفنان أحمد فهمي على طلاقه من أميرة فراج؟

في أول ردّ للفنان أحمد فهمي، على إعلان زوجته السابقة أميرة فراج طلاقهما، نشر الفنان والمطرب رسالة مختصرة عبر حسابه على تطبيق «إنستجرام».

وقال فهمي: “Every day is a new beginning… forget what happened and think about the future“.

طلاق أحمد فهمي وأميرة فراج

وتعني هذه الجملة: “كل يوم هو بداية جديدة.. انسَ ما حدث وفكّر في المستقبل”.

ولم يدل الفنان أحمد فهمي أي تصريحات مباشرة أو توضيحات إضافية، حول ظروف الانفصال أو خلفياته.

كانت أعلنت الفنانة المعتزلة أميرة فراج، عن انفصالها عن الفنان أحمد فهمي بعد فترة زواجهما التي دامت لعدة سنوات.

وذكرت أن الانفصال عن زوجها أحمد فهمي جرى بهدوء وباحترام متبادل بينهما.

الفنان أحمد فهمي

وشارك الفنان أحمد فهمي رمضان الماضي 2025، بعمل درامي وحيد «في لحظة» بطولة أحمد فهمي، ميرنا نور الدين، نجلاء بدر، إدوارد، تأليف هشام هلال، وإخراج أحمد خالد.

كما شارك معه عدد من الفنانين، صفاء الطوخي، نور محمود، أحمد ماجد، عماد رشاد، يوسف عثمان، جالا هشام، آيسل رمزي، سارة الشامي، يوسف وهبي.

الهند.. اعتقال سفير مزور خدع الضحايا بفرص السفر لسرقة أموالهم

اعتقلت الشرطة الهندية، يوم الثلاثاء، رجلًا انتحل صفة سفير، واتهمته بإدارة سفارة مزيفة من شقة سكنية في العاصمة نيودلهي، واستخدام هويات وأختام مزورة لخداع ضحاياه وسرقة أموالهم.

وذكرت صحيفة “الجارديان” البريطاينة أن المشتبه به زعم أنه دبلوماسي وسفير لدول وهمية مثل “سيبورجا” أو “وستاركتكا”.

لوحات سيارات وصور مزورة

وتمكنت الشرطة من ضبط 4 سيارات تحمل لوحات دبلوماسية مزورة، ومصادرة عدة صور مفبركة تظهر الهندي البالغ من العمر 47 عامًا مع زعماء عالميين، إلى جانب أختام مزورة لوزارة الخارجية الهندية ودولة وشركات مختلفة.

وبحسب الشرطة، فإن المتهم “هارشفاردان جاين” يشتبه في تورطه في عمليات غسيل أموال عبر شركات وهمية في الخارج، ويواجه تهمًا بالتزوير وانتحال الهوية وحيازة وثائق مزورة.

كما ضبطت الشرطة داخل الشقة المستأجرة والمزينة بأعلام عدة دول، مبالغ مالية مهمة وعملات أجنبية.

بالأرقام.. كبار السن الفئة الأكثر أداءً للعمرة الواحدة خلال 12 شهرًا

كشفت وزارة الحج والعمرة أن الغالبية العظمى من المواطنين والمقيمين أصدرت تصريحًا واحدًا فقط لأداء العمرة خلال العام الهجري 1446 هـ.

وتصدر الذكور إصدار التصاريح للعمرة في العام الماضي حيث بلغ عدد الرجال الذين أصدروا تصريحًا واحدًا لأداء العمرة نحو 6,15 مليون شخص.

أداء العمرة

وبلغ عدد النساء اللاتي اكتفين بتصريح واحد 6,10 مليون، وهو ما يعكس أن أكثر من 12,2 مليون شخص في المجمل اكتفوا بأداء العمرة مرة واحدة في العام.

وأشارت الوزارة في تقرير حديث حصلت ”اليوم” على نسخة منه فيما يخص العمرة المتكررة، عن أن تكرار العمرة لمرتين كان أيضا متصدرًا من الذكور حيث تم إصدار تصريحين لـ 520,9 ألف رجل، و416,7 ألف امرأة.

أما الذين قاموا بأداء العمرة لـ 24 مرة خلال العام الواحد أب بمعدل عمرتين شهريًا، فبلغ عددهم 48 رجلًا فقط، و31 امرأة، وهي أعداد تعكس أن التكرار الكبير للعمرة يظل موجود ولكنه أقل مقارنة بالحالات الاعتيادية.

الأكثر إصدارًا لتصريح العمرة

وأوضحت بيانات الوزارة أن الأشخاص فوق سن الستين كانوا الأكثر إصدارًا لتصريح عمرة واحدة فقط، حيث بلغ عددهم نحو 2,4 مليون شخص، بينما كانت الفئة العمرية بين 30 و40 عامًا هي الأكثر تكرارًا لأداء العمرة خلال العام.

وتعكس هذه البيانات توجهًا عامًا لدى كافة المسلمين الراغبين لأداء العمرة مرة واحدة في العام، مع وجود فئة شبابية نشطة أكثر ارتباطًا بتكرار الزيارة إلى المسجد الحرام، سواء بدافع ديني، أو لسهولة الوصول، أو بفعل الأنماط الحياتية المختلفة.

كما تشير الإحصاءات إلى دور التيسيرات التقنية والرقمية المقدمة عبر تطبيق”نسك”وغيره من المنصات في تنظيم أداء العمرة وإصدار التصاريح، مما سهل للملايين الوصول إلى المشاعر المقدسة دون ازدحام أو تجاوزات.

أنماط العمرة

وتبرز الأرقام الدور الكبير الذي تلعبه الرقابة التقنية والبيانات التحليلية في فهم أنماط العمرة وتخطيط إدارة الحشود، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 في تحسين تجربة الزائر وتعزيز كفاءة الخدمات الدينية المقدمة.

وكانت قد أعلنت الوزارة فور الانتهاء من موسم الحج عن انطلاق موسم العمرة للعام الهجري 1447 هـ، مع فتح باب إصدار تأشيرات العمرة للراغبين من خارج المملكة.

وأكدت أن إصدار تصاريح العمرة للمعتمرين من خارج المملكة سيتم عبر تطبيق ”نسك”، الذي يُعد المنصة الرقمية الموحدة لتقديم الخدمات الحكومية لضيوف الرحمن، ويتيح التطبيق للمستخدمين إمكانية الحجز وإصدار التصاريح بيسر، إلى جانب باقة متنوعة من الخدمات الرقمية الداعمة لتجربة المعتمر.

ينطلق 29 يوليو.. 300 دار نشر عربية ودولية في معرض المدينة المنورة للكتاب

تستعد هيئة الأدب والنشر والترجمة لإطلاق النسخة الرابعة من معرض المدينة المنورة للكتاب 2025، خلال الفترة من 29 يوليو الحالي وحتى 4 أغسطس المقبل، وذلك في محيط مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة أكثر من 300 دار نشر ووكالة عربية ودولية، موزعة على أكثر من 200 جناح.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة د. عبداللطيف بن عبدالعزيز الواصل أن معرض المدينة المنورة للكتاب 2025 في نسخته الرابعة، يجسد الدعم المستمر وغير المحدود الذي يحظى به قطاع الثقافة من القيادة الرشيدة، بما يعزز أهمية المدينة المنورة الثقافية ومكانتها في المشهد الثقافي السعودي.

تعزيز التبادل الثقافي

وأوضح الواصل أن المعرض يواكب أحدث مستجدات صناعة النشر، وهو امتداد لنجاح النسخ الـ3 الماضية، ضمن مبادرة “معارض الكتاب في السعودية” إحدى المبادرات الاستراتيجية للهيئة، التي تسعى إلى تمكين صناعة النشر، وتحفيز الوعي الثقافي والمعرفي، والإسهام في التنمية الاقتصادية وجودة الحياة، تماشيًا مع أهداف رؤية المملكة 2030.

وأشار إلى أن المعرض يعزز التبادل الثقافي ويشجع على الاهتمام بالقراءة، ويسلط الضوء على مواهب الكتّاب والأدباء السعوديين، ويعمل على توفير بيئة استثمارية بمعايير عالمية، مشيرًا إلى أن المعرض أصبح فعالية سنوية مُنتظرة تستقطب آلاف الزوار للاطلاع على أحدث عناوين الكتب وإصداراتها.

تجربة غنية ومتنوعة

ويقدم المعرض هذا العام تجربة ثقافية غنية ومتنوعة تعكس الحراك الثقافي في المملكة، وتُلبي اهتمامات الزوار على اختلاف شرائحهم وميولهم، من خلال مجموعة واسعة من الإصدارات الحديثة في المجالات الأدبية والمعرفية، والعلمية، بمشاركة عدد من الكيانات الحكومية والمؤسسات الثقافية والمجتمعية، لاستعراض أبرز برامجها ومبادراتها.
بالإضافة إلى فرصة لقاء المؤلفين في ركن توقيع الكتب، إلى جانب برنامج ثقافي ثري، يضم عددًا واسعًا من الفعاليات النوعية، تشمل ندوات وجلسات وورش عمل، بمشاركة مجموعة من المثقفين والخبراء، في خطوة تعزز من الحراك الثقافي والأدبي، وتسهم في استقطاب شرائح جديدة نحو معارض الكتاب.

منطقة تفاعلية موسعة للأطفال

ويتزامن معرض المدينة المنورة للكتاب 2025 مع الإجازة الصيفية للمدارس، ما يمنح الطلاب والطالبات فرصة لاكتشاف عالم الكتب واقتناء المطبوعات المتنوعة التي تسهم في تطوير معارفهم وصقل مهاراتهم.
ويخصص المعرض منطقة تفاعلية موسعة للأطفال، تتضمن أنشطة تعليمية ومهارية وورش عمل تعزز من قدراتهم الإبداعية، إلى جانب برامج ثقافية تُقدَّم في إطار يجمع بين الترفيه والأدب، لتشجيع القراءة والتعلم، وترسيخ القيم المعرفية والتعليمية لدى جيل المستقبل.

الإسلام وتاريخه الأنثروبولوجي

أحد الأصدقاء في تعليقه على مقالة الأسبوع الماضي «أدوارد سعيد من موقع النقد الغربي»، فتح الباب على مقارنات تتعلق بمشاريع فكرية توازي مشروع أدوارد سعيد بل تراها من وجهة نظرها أعمق لأنها ركزت في رؤيتها النقدية على طبيعة العقلانية الأداتية للحداثة الغربية ويعطي مشروع وأئل حلاق مثالا على ذلك.
قد تبدو المقارنات مشروعة إذا ما وضعنا هذه المشاريع في سياق نقد ما بعد الحداثة وذلك في سعيها لتفكيك المركزية الغربية في تموضعها حول ذاتها الأوروبية معرفيا واجتماعيا وثقافيا وأخلاقيا، ففي هذا السياق برزت نظريات متعددة وفي حقول معرفية مختلفة بدءاً من مدرسة فرانكفورت النقدية ومرورا بفلاسفة الاختلاف وليس انتهاءً عند أدب ما بعد الاستعمار.
لكن بالعودة إلى ملاحظة الصديق أقول: وائل حلاق لم ينظر الاستشراق من زاوية نظر أدوارد سعيد، خصوصا في كتابه الأساس الشريعة وتاليا كتابه الدولة المستحيلة، بل نظر إليه ضمن ثنائية الحداثة الغربية والإسلام من موقع الباحث المستقل البعيد عن الخضوع والاستسلام للفكر الغربي، وهو بذلك يسعى إلى إعادة التفكير في مفاهيم الحداثة التي أصبحت كونية كالليبرالية ومفهوم العدالة والحرية والشريعة والقانون الوضعي انطلاقا من إمكانية العودة إلى النصوص التراثية في الإسلام ، فالنص التشريعي على سبيل المثال ينطوي على أمكانيات صياغة مفاهيمية للعقلانية التي ترتبط بعقلانية الدولة . وبحكم تخصصه في الشريعة وأصول الفقه فهو يضعنا مباشرة أمام إشكالية تلقي مفاهيم الحداثة من منظور الاجتهاد في نصوص الشريعة، وهو يذكرني بالفيلسوف المغربي عبد الرحمن طه الذي كانت إنطلاقته من المنطق وفقه اللغة للتأسيس لمفاهيم حداثية مشتقة من الفكر والتراث الإسلامي. لكن اشتغالات سعيد كان تأثيرها أوسع على الفكر الغربي لأنه بكل بساطة وضع الأدب الغربي في تحالف تام مع فكره الاستشراقي لإبراز الصورة التبخيسية للإنسان العربي المسلم. والأهم أن أدواته المنهجية جميعها مستمدة من الفكر الغربي نفسه.
من وجهة نظري اشتغالات وائل حلاق تحقق نوعا من الاستقلالية عن الفكر الغربي إلا أن المشكلة لا ترتبط بمفهوم الاستقلالية الذي انشغل به الكثير من الباحثين منذ خمسينات القرن الماضي مثل فلسفة عبدالكبير الخطيبي وغيره. لكن المشكلة أن مصطلح الإسلام نفسه لم يستنفذ تاريخه انثروبولوجيا، وكما قال هودجسون رائد دراسة التاريخ الإسلامي كتاريخ للعالم «ينفرد الإسلام عن بقية الديانات بتنوع أعراق وأجناس المنتمين إليه»، وهذا معناه صعوبة الوقوف على مفاهيم نهائية يمكن من خلالها أن نطرح قيم تمثل الحصيلة النهائية للإسلام التاريخي والإسلام العقائدي.
ودعوني أختم مقالي بهذه القصة التي يرويها الباحث الباكستاني شهاب أحمد في مستهل كتابه المهم ( ما الأسلام ) والتي لها مغزى عميق في أزمة فهم الإسلام رغم المشاريع الضخمة التي تناولت تراثه وتخصصت فيه من العمق. يقول «حضرت منذ عدة أعوام مأدبة عشاء في جامعة برينستون؛ حيث شهدت حوارا كاشفا بين فيلسوف أوروبي بارز ، وباحث مسلم يجلس إلى جواره . كان الزميل المسلم يشرب من كأس نبيذ ، ومن الواضح أن الفيلسوف اندهش مما رآه، ولم يسعه في نهاية المطاف، إلا أن يستأذن جاره الجالس جواره في أن يطرح عليه سؤالاً شخصيا جريئا ، وهكذا دار الحوار بينهما:
هل تعتبر نفسك مسلما ؟
أجل
لماذا تشرب النبيذ إذا ؟
ابتسم الزميل المسلم ابتسامة ودودة، ثم قال:
أنا من عائلة مسلمة منذ ألف عام، وهي لم تتوقف عن تناول النبيذ طيلة تلك القرون.
بدا الضيق على قسمات وجه أستاذ المنطق الشاحبة، الأمر الذي استدعى من زميلي مزيدا من التوضيح:
كما ترى نحن مسلمون ونشرب النبيذ
استمرّت حيرة وتساؤل صاحبنا
ولكني لا أفهم
حقا ولكني لا أفهم !!.
ما رواه الباحث هو نموذج واحد من صور متعددة لحالات تاريخية اجتماعية ثقافية لم توضع موضع المساءلة والنقد تحت إطار الإسلام.
mohmed_z@hotmail.com

إلى متى تبقى الشاحنات سيدة الطريق؟

في كل مرة أقود فيها من الدمام إلى الرياض والعكس، يتكرر المشهد ذاته: طريق طويل تكاد لا ترى نهايته، تتزاحم عليه الشاحنات الثقيلة كأنها صُممت لتكون المهيمنة الوحيدة عليه. تفرض هذه القاطرات البرية ثقلها على الأسفلت والمشهد والحركة، ولا تترك لمركبات الركاب ولا للسائقين متسعًا من الطمأنينة أو الأمان. المسارات الضيقة تصبح أكثر ضيقًا، والحوادث أكثر احتمالًا، والسفر أكثر إجهادًا، وكأن السائق العادي بات ضيفًا غير مرحّب به على طريق خُصّص لصناعة النقل.
هذا الزخم المروري ليس مجرّد ازدحام، بل نتيجة تراكمية لغياب توزيع لأدوار النقل بين البر والسكك. التريلات تُستخدم في كل شيء تقريبًا، من نقل البضائع الخفيفة إلى الثقيلة، من أقصر المسافات إلى أبعدها، دون أن تؤخذ بعين الاعتبار تبعات هذا الخيار على الطرق، وعلى الناس، وعلى البيئة.
تأثير الشاحنات الثقيلة على البنية التحتية هائل، بل مرهق. فحسب دراسات من إدارة الطرق الفيدرالية الأمريكية، مرور شاحنة واحدة فقط يعادل من حيث التأثير على الطريق مرور 5,000 إلى 10,000 مركبة صغيرة. هذا الفارق الضخم في الحمل والتأثير يجعل الطرق بحاجة دائمة لإعادة تأهيل وترميم، في وقت تزداد فيه الكلفة، ويقل العمر الافتراضي للطريق، وترتفع معدلات الحوادث بسبب الحفر والتصدعات والانحناءات الناتجة عن الأحمال الزائدة.
المسألة لا تتوقف عند البنية التحتية، بل تشمل أيضًا الأثر الاقتصادي والبيئي. تكلفة صيانة الطرق السريعة في المملكة تُقدّر بمليارات الريالات سنويًا، جزء كبير منها يُستهلك بسبب التآكل الناتج عن مرور الشاحنات الثقيلة. كما أن الاعتماد الكلي على الشحن البري يزيد من استهلاك الوقود، ويضاعف من انبعاثات الكربون والتلوث البيئي، في وقت تتبنى فيه المملكة أهدافًا طموحة نحو الحياد الصفري وخفض البصمة الكربونية.
في المقابل، هناك نموذج عالمي بديل أثبت فعاليته: قطارات البضائع. العديد من الدول، مثل ألمانيا، والولايات المتحدة، طورت خطوط سكك حديدية مخصصة لنقل البضائع لمسافات طويلة، ووجدت فيها حلاً ناجعًا لتخفيف الضغط على الطرق، وتسريع سلاسل الإمداد، وتقليل الانبعاثات، وخفض التكاليف التشغيلية.
تصوّري لو تم تنفيذ خط قطار بضائع بين الدمام والرياض، يمتد عبر الصحراء، ويتصل مباشرة بالموانئ والمستودعات، ويعمل بشكل متواصل على مدار الساعة.. حينها ستصل الحمولات الثقيلة بسرعة، وسينخفض عدد الشاحنات في الطرق، وسينتعش النقل المحلي الخفيف لتوزيع البضائع، وستتاح للطرق فرصة للراحة والترميم، وسيشعر السائقون، للمرة الأولى منذ سنوات، بأنهم يقودون بأمان واستقرار.
بل أكثر من ذلك، فإن تقليل عدد التريلات على الطرق سيتيح استخدام تقنيات حديثة لتنظيم السرعات عبر لوحات إلكترونية ديناميكية تستجيب للزحام والظروف الجوية، وتسمح برفع السرعة في المسارات الخالية، بدل البقاء أسرى لوحات جامدة تُربك السائق وتزيد من الخطر.
أنا لا أطالب بإلغاء الشاحنات، بل بإعادة توزيع لأدوار النقل. التريلات تبقى مهمة في التوزيع المحلي والتوصيل النهائي، لكن لا يجب أن تكون العمود الفقري الوحيد لنقل البضائع بين المدن. المملكة تسير في طريق التحول اللوجستي الذكي، وهذه فرصة لترجمة الرؤية إلى واقع يراه الناس في حياتهم اليومية، لا فقط في المخططات الاستراتيجية.
dr0lamia@gmail.com