تتراقص النجمة جارة القمر فتهبه ضوءا على ضوء، كأنهما ينسجان معا لوحة سماوية تتغير ألوانها كل لحظة.
تحت هذا العرض البهي، تنسج الأرض حكاياتها. حكايات ترويها الرياح للأشجار، وتكتبها الأمواج على صفحات البحر كأن الكون كله في انسجام، كل جزء يكمل الآخر، وكل مشهد يحمل رسالة أبدية من الجمال والسكينة.
هناك في ذاك المشهد، تتقاطع العوالم: عالم البشر. عالم النجوم، وعالم الطبيعة. في تلك اللحظة، يبدو أن كل شيء في مكانه الصحيح، وأننا لسنا سوى شهود على خلق الله العظيم. مسرحية أبدية عنوانها “الانسجام”، وكتب فصولها الخالق الكريم.
وفي تلك اللحظة، يتنفس الكون بسلام، ليشعر المرء وكأن الزمن توقف. يصبح كل شيء واضحا، وتغدو الحياة أكثر هدوءا.
قد نبحث عن السكون في صخب الأيام لكن الله يعلمنا أن هناك جمالا في التوازن، وأن الراحة تكمن في اللحظات الصادقة التي نعيشها.
في تلك اللحظات، يشعر الإنسان أنه جزء من هذا الكون الواسع، ليس مجرد كائن عابر، بل روح متصلة بكل ما حولها. تتسلل السكينة إلى أعماقه، ويجد في قلبه مساحة للسلام الداخلي، فكل نجم، وكل نسمة، وكل أمواج البحر تهمس له برسائل العظمة والجمال التي لا نهاية لها.
تلك اللحظات تذكرنا بأن الحياة ليست فقط في العمل والإنجاز بل في الاستمتاع باللحظات التي تتناغم فيها الأرواح مع الكون، وتستشعر أن كل شيء في مكانه، وأننا نعيش في تناغم مع ما حولنا.
alfaleh222@yahoo.com