يتبادر إلى ذهني تساؤل هل جميع طلبة المرحلة الثانوية يرغبون في إكمال دراستهم الجامعية؟ الجواب بالطبع لا ، إذن أين سيذهبون بعد إنهاء دراستهم الثانوية؟ البعض منهم سيتجه إلى سوق العمل وهم الأكثر والبعض منهم سيذهب لأعمال خاصة وآخرين لأعمال مختلفة.
دعونا نتحدث عن الذين سيذهبون لسوق العمل، وهم من نحتاجهم حالياً لإحلالهم محل العمالة الموجودة لدينا التي تعمل في مجالات غير تخصصية مثل البائعين والكاشير والسكرتارية ومدراء المكاتب ومشرفي الفروع وغيرها من مهن أخرى، جميع هذه المهن لا تحتاج دراسة معمقة مثل الهندسة والطب والمحاسبة وما سواها، يكفي للإلمام بها معلومات ودراسة بسيطة مع خبره ميدانية – إن وجدت – لا تتجاوز أسابيع، وهو ما تحققه المرحلة الثانوية.
إذا كنا نعتقد – وهو الواقع – انه يوجد طلبة وطالبات يرغبون سوق العمل بعد الثانوية، لماذا لا نؤهلهم حتى يصبحوا جاهزين بعد إنهاء هذه المرحلة، ولكن كيف؟ نستطيع تأهيلهم من خلال وضع مسار ثالث خلاف المسارين الموجودين حالياً وهو مسار يمكن أن نطلق عليه «مسار سوق العمل» يلتحق فيه الطلبة والطالبات الذين يرغبون التوجه للعمل مباشرة بعد هذه المرحلة بحيث يصبحون جاهزين بالمهارات والأدوات التي تحقق لهم وظيفة مناسبة.
في هذا المسار يمكن وضع خطط ومناهج تتوافق مع احتياجات سوق العمل وتتغير كذلك مع تغير متطلبات هذا السوق ليصبح أبنائنا وبناتنا أعضاء مؤهلين وفاعلين في القطاع الخاص الذي يحتاج للشخص المؤهل الجاد، من مزايا هذا المسار إنه يمكن تجهيز الطلبة نفسياً للعمل بحيث ينتهي من هذه المرحلة وهو مهيأ للانخراط في الدوام بكل جدية واقتدار عكس الطالب في وضعه الحالي الذي لم يتعود على العمل ولا يمتلك المهارة أو الخبرة الكافية مما يعرضه للفشل.
التركيز على ان جميع خريجي الثانوية يجب أن يلتحقوا بالجامعة ظاهرة غير صحية، بعض دول العالم المتقدم لا يلتحق بالجامعة إلا نسبة لا تتجاوز 60٪ والباقي يتجهون لمسارات أخرى تخدم التنمية والتطور الذي يحتاجه البلد.
amarshad55@gmail.com