«خليك راجل» ما هي حكر على جنس دون آخر.هي صفة إنسانية نقولها للكل «للأنثى والذكر»، لكن كلٌ في مقامه.
أنتِ، الأنثى الجميلة، الرقيقة،
أحيانًا تحتاجي تكوني «راجل» بمعناها المجازي، يعني تكوني قوية، ثابتة، واثقة في نفسك، لكِ رأي وصوت، خصوصًا في وقت الكل يحاول يذكّرك إنك ضعيفة، أو مترددة، أو «بنت وما ينفع».
لا، ينفع.. وأكثر.
وأنت، الذكر القوي القاسي اللي شايف الرجولة مجرد سلطة، رجولتك ما تقاس بقسوتك، ولا بكلمة «أنا مسؤول عنك»، ولا بالفلوس ولا باستخدامك جزء من الآية:
«الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ»طيب كملها: «بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ»
اسأل نفسك، هل فعلاً قوامتك قائمة على فضل حقيقي؟ على حنان، على عدل، على حفظ كرامة؟
ولا مجرد سيطرة؟
خليك راجل، وافتح جناحك، اللي جنبك ما تطلب أكثر من حضن صادق، وحنان، ونظرة لين.
ما تبغى كثير..
بس تشعر إنها إنسانة، لها صوت ورأي، ولها مكان، ولها حق تختار وتعيش وتفرح.
خليك راجل وارجع لسنة نبي الرحمة – صلى الله عليه وسلم-.
قال: «رفقًا بالقوارير»
وش كانت معاملته مع النساء؟
شورى، حنان، عدل، وتقدير.
وينك من هالسنة؟
ليش يتم تغييبها لصالح العادات والتقاليد؟
اليوم، نعيش تحول تاريخي حقيقي.
بفضل رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «يحفظه الله، أصبحت المرأة شريكة، قوية، ومُمكّنة، تاخذ حقها بالنظام، مش بالمجاملات.
ولكن لا زال فيه فجوة.. فجوة فكر، فجوة تعامل.. وأقولها من ماسمعت في مجالس النساء، من حكايات موجعة ومكبوته:
في زمن شهادات عليا، مناصب رفيعة، لا زالت عقول بعض «الرجال» مريضة بالحقد،
متعطشة للسلطة، بخيلة في العاطفة.
نعم للأسف.. نسائهم يعيشون معهم في البيت، لكن غرباء في المشاعر.. محرومات من أبسط الحقوق، يُمنعن من الزواج، أو الميراث، أو العمل، أو حتى الكلام بحرية.
قالها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «طموحنا عنان السماء»
بس الطموح يبدأ من داخل البيت، من احترام المرأة، مش بس تمكينها في الأوراق.
خليك راجل، واختار «رفقاً بالقوارير»، لأن الزجاج إذا انخدش.. يفقد بريقه، وإذا انكسر.. ما يرجع مثل أول، حتى لو اعتذرت له ألف مرة.
h.talal.g@gmail.com