في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة ضمن رؤية 2030، برز النقل الجوي كأحد المحركات الفاعلة لتعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل.
يُعد توسّع شبكة الرحلات سواءً كانت محلية أو دولية بربط المملكة ومدنها بالأسواق الإقليمية والدولية، عاملاً مهما لتنشيط السياحة الداخلية وزيادة حجم الإنفاق المحلي. كما أن الربط الجوي المباشر اختصر الزمن والتكلفة على المستثمرين، وأصبح أداة جذب حقيقية للفعاليات والمؤتمرات والمعارض العالمية.
وتشير التقديرات إلى أن قطاع الطيران يمكن أن يساهم بما يفوق 280 مليار ريال في الناتج المحلي بحلول عام 2030، مع توفير مئات الآلاف من فرص العمل. ويأتي اطلاق شركات طيران جديدة وبطموح عالمي، إضافة لتطوير المطارات لتكون محاور نقل إقليمية ليؤكد لنا أن المملكة ماضية نحو بناء اقتصاد يرتكز على الحركة والانفتاح الإقتصادي في كافة قطاعاته. ولقد شهدت المنطقة الشرقية حدثا هاماً مطلع هذا الأسبوع، حين رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، حفل تدشين الهوية الجديدة والمخطط العام لمطار الملك فهد الدولي، إلى جانب المخطط العام لمطار الأحساء الدولي ومطار القيصومة الدولي. كما دشّن سموه إستراتيجية مطارات الدمام، وافتتح حزمة من المشاريع التطويرية المتكاملة التي تجاوزت قيمتها الإجمالية 1.6 مليار ريال، كما أُعلن خلال الحفل عن ناقل وطني اقتصادي جديد ينطلق من مطار الملك فهد الدولي بالدمام، ويقدّم رحلات إلى 24 وجهة داخلية و57 وجهة دولية.
هذه التفاصيل تعكس إجمالاً حجم الاهتمام والدعم الذي توليه قيادة المملكة لهذا القطاع الحيوي والحرص على تطوير البنية التحتية لشبكة النقل الجوي بما يعزز مكانة السعودية كمركز لوجستي عالمي وفق رؤية 2030، كما أن الآثار الايجابية لهذه الخطوة الهامة على المنطقة الشرقية تحديداً ستكون جلية في تنشيط حركة الملاحة الجوية والسفر والسياحة وكل ما يرتبط بهذه العملية التي تنسجم مع طبيعة المنطقة كوجهة سياحية رائدة.
haa2ana@hotmail.com