الرياضة في حفرالباطن

تمتلك محافظة حفرالباطن طاقات شبابية هائلة، ومواهب رياضية واعدة في مختلف الألعاب، لا سيما كرة القدم، التي تُعدّ الرياضة الأكثر شعبية في المنطقة. ومع ذلك، تقف تلك الطاقات أمام تحديات حقيقية تعرقل مسارها، أبرزها: ضعف البنية التحتية الرياضية، وقلة الدعم المؤسسي والمالي، وهو ما يجعل الحلم الرياضي لدى كثير من الشباب مجرد طموحٍ مؤجل أو موهبة مطمورة.

فعلى الرغم من تزايد أعداد الأكاديميات والمبادرات الفردية في المحافظة، إلا أن غياب المرافق المتكاملة مثل الملاعب المؤهلة، والصالات المغلقة، والمراكز التدريبية الحديثة، يجعل التطور الرياضي في المنطقة يسير بخطى بطيئة. ومن غير المعقول أن تسعى محافظة بحجم حفرالباطن، ذات الكثافة السكانية العالية، إلى صناعة نجوم المستقبل وهي لا تمتلك بنية تحتية ترتقي لمستوى طموحات شبابها.

ولا يقف التحدي عند الجانب الفني فحسب، بل يشمل أيضًا جانب الدعم المالي والإداري، إذ تعاني بعض المبادرات والأكاديميات من نقص في التمويل، وغياب رعاة دائمين، مما يُضعف الاستمرارية، ويُثبط عزيمة القائمين عليها.كما أن كثيرًا من البرامج الرياضية التي تُطلق لا تجد استدامة، فتغيب بعد موسم أو اثنين، لعدم وجود خطط طويلة المدى أو دعم فعّال.

إن تطوير الرياضة في حفرالباطن لا يتطلب معجزات، بل يتطلب رؤية واضحة، واستثمارًا جادًا في البنية التحتية، وشراكات بين القطاع العام والخاص، إضافة إلى خطط تنموية تضع الرياضة في قلب اهتمامها، كعامل أساسي في تنمية الشباب، وصناعة مستقبل رياضي مزدهر.

ختامًا، حفرالباطن ليست مدينة تفتقر إلى المواهب، بل مدينة تنتظر أن تُمنح الأدوات التي تستحقها. فإذا توفرت البنية، وجاء الدعم، ستعود المحافظة لتُصدّر النجوم، وتُنافس على منصات الإنجاز الرياضي، محليًا ودوليًا .
Alrhaily2014@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *