أمام لوحة الأسرار وقفت الثقة بصحبة ألوانها، وفرشاة إبداعها لتكشف عن ملامح الأمل بعدستها المتميزة.
بدأت الألوان تتسابق إلى فرشاة الإبداع، وأمسكت الثقة بزمام الأمر ببساطة، ورسمت ملامح الأمل بأحجامٍ كبيرة، وجمالٍ أخاذ، وتعاونت جميع المشاعر داخل الألوان التي ترمز لما هو مبهج، فتسابقت الإيجابية، السعادة، النقاء، والصفاء، وغيرهم من المشاعر الجميلة، وبهذا ينظر البعض للأمل، وهنا تتجمع الأماني، والأحلام كما يستخرج النحل خلاصة العسل من الزهور، ويتخيل الكثيرون أحلامهم تتحقق بشكلٍ مثالي دون أية شوائب تعكر صفو النجاح، ولكن عند تحويل اللوحة للواقع فشلت في تحقيق النجاح.
استكملت الألوان عملها بتثاقل، ولملمت الثقة شتات نفسها، وتسلقت المشاعر التي لم تشارك داخل الألوان، فأتت الكآبة، الحزن، التشاؤم، الألم، الخوف من المجهول مع بعض المشاعر التي تبعث على القلق، وهذه نظرة التحطم التي تستطيع أن توقع أصحابها من قمة الإبداع إلى هاوية الفشل، فبدا الأمل بحجمٍ صغيرٍ لا يرى إلا بالمجهر، وخرج من اللوحة، بخطواتٍ ثقيلة، وفي مضمار التحدي حاول الأمل الركض، ولكن حجمه الصغير منح التنمر فرصةً للسخرية منه، ولأجل ذلك أرادت الثقة رفع معنويات الأمل.
اجتمعت الثقة مع ألوانها، واتفقن على إصلاح ما قمن به، ورسمت في صفحة خيالها ملامح الأمل الحقيقي، واستخرجت القواسم المشتركة ليكون الأمل رمزًا موحدًا للنقاء في وسط الشوائب المحيطة، فالحلم لا يملك سجادةً حمراء تمهد له الطريق نحو الحياة السعيدة، فالعديد من الأحلام يجب أن تواجه المصاعب مع أصحابها لتتعلم الكفاح الحقيقي، ويتبلور الإحساس للمسؤولية تجاه الحلم الذي سيتعايش معهم.
أبدعت الثقة في رسم الأمل بملامح جديدة تبعث على الفخر بأن يكون الحلم جديرًا بالنجاح، ويتحقق على أرض الواقع.